الاثنين، 20 أغسطس 2012

النباتات الصحراوية والرحمة الإلهية!!

الإعجاز في النبات النباتات الصحراوية والرحمة الإلهية!! بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا الرحمن الرحيم صفتان لله مشتقاتان من الرحمه, فالرحمن: صفه مبالغه بمعنى عظيم الرحمه , والرحيم : دائم الرحمه(1) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فانطلق لحاجة , فرأينا حُمرة (نوع من الطيور) معها فرخان , فأخذنا فرخيها , فجاءة الحمرة فجعلت تعْرش (تضرب بجناحيها), فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من فجع هذه بولدها؟! ردوا ولدها إليها(2) . فهذه رحمة الله بعباده , ورحمة الله كما أنبأنا سبحانه وتعالى وسعت كل شيء فقال تعالى: ( ورحمتي وسعت كل شيء ) الآعراف 156 شملت الانسان والحيوان, والنبات, والكائنات الحية الدقيقة , والجبال والأنهار وكل شيء. واليوم نرى كيف وسعت رحمة الله النباتات الصحراوية فحمتها من شح المياه, والحرارة المرتفعة , والرياح العاصفة , والرعي الجائر , والتحطيب المهلك والصخور الصلدة , والأرض الرملية المفككة المسربة للماء. فبالدراسة والبحث(3) وجد الباحثون أن النباتات الصحراوية في شح الماء في البيئة الصحراوية والجفاف الشديد تنقسم إلى ثلاثة أقسام: Ehermerals نباتات هاربة من الجفاف Succulents plants ونباتات عصيرية True xerophytes ونباتات تتحمل الجفاف فالنباتات الهاربة من الجفاف هي نباتات عادية وسطيه ( Mesophytes)شاء الله وجودها في البيئة الصحراوية , ويقتصر وجودها الخضري على فترة المطر فهي تهرب من الجفاف بالانبات , والنمو , والإزهار, والإثمار, وانتشار البذور والثمار قبل حلول موسم الجفاف, وتبقى بذورها وثمارها ذات الأغلفة المقاومة للجفاف والحرارة والضوء الساطع إلى موسم الأمطار القادم. الخشخاش البري Papaver spمن النباتات الهاربة من الجفاف فمن علم هذا النبات الضعيف هذا السلوك المعجز والعجيب؟ ومن أعلم هذا النبات أن الجفاف قادم بعد قليل وعليها اتمام دورة حياتها فيما لايزيد عن السبعة أسابيع؟ وماذا لوطالت فترة الحياة عن فترة الأمطار وتوفر المياه ؟! لو حدث ذلك لهلكت تلك النباتات واختفت من الصحراء , ولكنها موجودة لغاية مقدره , ومستمره للأعوام القادمه بإذن الله. ونحن نرى الفيافي الواسعة بعد الأمطار وقد كست أرضها النباتات الرقيقة والأزهار الجميلة, فتقتات الحيوانات على جزء منها, ويحصد الانسان حبوبها وأزهارها وأوراقها وسيقانها وجذورها الطبية والغذائية . إنها نباتات صغيرة الحجم , رقيقة الجدر, ناعمة السيقان , لاتعرف من التكيف للصحراء سوى دورة الحياة السريعة فمن علمها ذلك ؟! هذا ما أجاب به سيدنا موسى فرعون عندما (قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) طه 50. و النباتات الصحراوية العصيرية( ( Succulents plants, نباتات رحمها الله , وزودها بآليات فسيولوجية وتشريحية وظاهرية تساعدها على تخزين المياه وقت توفرها لاستغلالها وقت الجفاف , ومنها نباتات التين الشوكي Opuntia tuna والرطريط Zygophyllum album . نباتالتين الشوكي Opuntia tuna فقد وهبها الله خلايا برانشيمية تخزينية كبيرة تحتوي مواد عصارية مخاطية محبة للماء , تمسك به ويصعب عليه الفكاك منها, إلا للنبات وأنسجته, وحتى لاتفقد الماء بعد تخزينه فإنها تتخلص من العضو الرئيس في فقد الماء بالثغور وهو الأوراق, حيث تسقط الأوراق سريعاً قبل حلول الجفاف . ويستعاض عن وظائف الأوراق بتكليف السيقان بالبناء الضوئي بعد تفلطحها وامدادها بوحدات البناء الضوئي البلاستيدات الخضراء (Chloroplast) وصبغ اليخضور( Chlrophyll) وآليات البناء الضوئي (Photosynthesis) المعجزة. وسيقان تلك النباتات مغلفه بالكامل بطبقة رقيقة شمعية غير منفذة للماء , ولها شبكة جذور سطحية واسعة الانتشار تحصل على المياه فور سقوطها . أما نباتات الجفاف الحقيقية (True xerophytes):فهي نباتات الشدة والتحورات العجيبة هي الأخرى فهي النباتات جفافية حقيقية (True xerophytes) المتميزة بالمجموع الخضري (Shootsystem) الصغير والمجموع الجذري (Root system) المتعمق لعشرات الأمتار , وضغطها الأسموزي لعصيرها الخلوي مرتفع جداً بحيث يزيد من قدرتها على امتصاص الماء غير الميسور للنباتات الأخرى , (بنسبة معامل الذبول Wilting coefficient) حيث يكون الماء غشاء رقيق ملتصق بحبيبات التربة بقوة يصعب على النباتات العادية التغلب عليها. فمن خلق هذا ؟ ومن هيأ النبات الصحراوي الجفافي لهذا؟‍‍ وعلاوة على قوى الامتصاص السابقة للماء هناك آليات وهبها الله للنبات لتقليل النتح والاحتفاظ بالماء , حيث تكون الأوراق صغيره وتتساقط بعد مدة كما في نبات العاقول Alhagi marurnum أو تبقى الأوراق طوال فترة الأمطار ثم تسقط قبل حلول فترة الجفاف مثل نبات القتاد أو السله Zilla spinosa. وقد تنعدم الأوراقتماماً وتقوم الساق بعملية البناء الضوئي كما هو الحال في نبات الرتم Retama raetam, وأحياناً تلتف الأوراق حول نفسها كما يلف أوراق التبغ لصناعة السيجار لتقليل مساحة الورقة المعرضة للبيئة الصحراوية بإخفاء أكبر مساحة من الأوراق كما في نبات قصب الرمال Ammophilia arenariaكما يغطي سطح النبات كله ويعزل بطبقة من الكيوتين ( Cutine) الشمعية السميكة حفاظاً على المحتوى المائي للنبات . وتغطى أوراق بعض النباتات الصحراوية الحقيقية بأوبار وشعيرات , أويحاط النبات بطبقة عازلة من الزيوت الطيارة مثل نبات الشيح Artemisiaabsinthum ونبات الزعتر Tymus serpyllum. نبات الرتم Retama raetam وقد وهب الله النباتاتالصحراوية أشكالاً ظاهرية معجزة تحميها من الرياح حيث خلقها مكورة , أو بمجموع خضري قصير, وأوراق حرشفيه كما في نبات الكازواريناCasurina equisetifolia . وهيأ الخالق اللطيف الخبير العليم الرحيم سبحانه وتعالى النباتات الصحراوية لتحمل الحرارة المرتفعة في الصحراء والضوء الساطع حيث حمى الأوراق سبحانه وتعالى بطبقة عمادية (Plaisade layer) في الطبقتين العليا والسفلى للورقة كما هو الحال في نباتيْ الدفلة Nerium oleander والكافور Eucalyptus rostoratusوسيقان نبات الكازوريناCasurina equisetifolia . كما حمى الله بعض النباتات الصحراوية من الاضاءة الشديدة بوجود فقاعات مائية (Water bladder) أو بللورات ملحية وشعيرات ذهبية وفضية لامعة تعكس الضوء عن النبات , كما توجد غرف غائرة للثغور Stomata chamberمغطاه بالشعيرات العاكسة للضوء والحرارة. نبات الكافور Eucalyptus rostoratus ولايقل التشريح الداخليلأوراق وسيقان النباتات الصحراوية اعجازاً عن الشكل الظاهري , حيث توجد كميات كبيره من الأنسجة القوية المدعمة الأسكلرنشيمية ( Sclerenchyma) التي تحول دون تهدل النبات في البيئة الصحراوية . وهكذا وسعت رحمة اللهتلك النباتات الصحراوية بما وهبها من التراكيب والخصائص المعجزة والمميزة لها عن نباتات البيئة الوسطية , ونباتات الظل والغابات ونباتات البيئة المائية. وهذا ما قصدنا التنبيه إليه لأن الكثير ينسب هذه التراكيب للتطور وتكيف النبات مع البيئة بإنشاء هذه التراكيب بعيداً عن رحمة الله وابداعه في خلقه وقدرته وتقديره للخلق. فإلى الزملاء المعلمين, واختصاصي المناهج نحن نحتاج إلى تدريس علم الأحياء بطريقة إيمانية لاتخرجه عن خصوصيته العلمية , ولاتبعده عن وظيفه الإيمانية , وأهداف تدريسه الوجدانية. الهوامش: (1)- التفسير المنير , وهبه الزحيلي . دمشق: دار الفكر , الجزء الأول (ص56). (2)- رياض الصالحين للنوي – باب تحريم التعذيب بالنار. (3)- الكائنات الحية والبيئة (1) , نظمي خليل أبو العطا موسى وآخرون , مملكة البحرين , إدارة المناهج. - وكتاب الكائنات الحية والبيئة (2) ( نفس المؤلف والناشر). جميع حقوق الموقع محفوظة لموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.55a.net

الميكروحاسوب الحيوي

آيات الله في الآفاق الميكروحاسوب الحيوي معجزة علمية بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا وقف العالِم يقول : إليكم أصغر جهاز حاسوب حيوي في العالم, إنه في حجم اقل من أصغر نقطة في هذا الكتاب, ومع ذلك فهو يحمل معلومات حيوية إذا طبعناها على الورق لاحتجنا إلى أوراق تعادل أوراق الموسوعة البريطانية (46 ) ألف مرة, والحاسوب العادي له لوحة مفاتيح بها 28 حرفاً باللغة العربية أو 26 حرفاً بالحروف اللاتينية, علاوة على الفواصل وغيرها, أما لوحة مفاتيح هذا الميكروحاسوب الحيوي المعجز والعجيب, فتحتوي أربعة حروف فقط هي (A , G ,T , C ) وبهذه الحروف الأربعة تكتب كل المعلومات المخزنة في هذا الحاسوب, فلو فرضنا ان هذه المعلومات تخص الانسان فإنه بهذه الحروف الأربعة وبعملية توافيق وتباديل معجزة يُكتب لون البشرة, ولون العيون والشعر وصفاته وعدد شعراته, والحواجب, وفتحات الفم, والأسنان وتركيبها وترتيبها, والشفتين والأذنين وخصائص كل منها وكيف تعمل, وشكل الوجه, وعدد العظام به, والحلق وما به من خلايا وتراكيب, واللسان وطوله وشكله وخصائصه الوراثية والتشريحية والوظائفية, واللوزتين وعملهما والحلق, والغدد اللعابية, والبلعوم والمريء والمعدة, والرأس والمخ والخلايا العصبية, وكل المعلومات التي تعرفها عن جسم الانسان والتي تدرس بالتفصيل في كليات الطب ومراكز البحوث , كل ذلك مكتوب في هذا الميكروحاسوب الحيوي الدقيق. يعجب الحاضرون من هذا الحاسوب العجيب, وحجمه الدقيق, وبرمجته المعجزه الداله على علم الصانع وابداعه وتقديره. سألوه : أين نرى هذا الحاسوب العجيب ؟ قال : وكيف ترونه وهو أدق من نقطة هذه الصفحة ؟! قالوا : أين نجد هذا الحاسوب العجيب وما اسمه؟ قال : هذا الحاسوب هو جزيء الحامض النووي ( DNA)الموجود في خلايا جسم الانسان والكائنات الحية الأخرى. إنه الجزيء العجيب والمعجز يتكون خيطين دقيقين كيميائيين يتركبان من السكر الخماسي منقوص الأوكسجين(Deoxyribose sugar) يرتبط بمجموعات من الفوسفات Phosphate Groupsوقواعد الأدنين Adenin A , والثيامين Thymine T , والجوانين Guanin G, والسيتوسين Cytosine C النيتروجينية. وعلى حسب ترتيب كل من A , G , T , C تتكون الجينات التي تحمل جميع الصفات الوراثية للكائن الحي, وقد أمكن التعرف على الخارطة الوراثية لبعض الكائنات الحية, ودراستها وهذا فتح علمي عظيم حل العديد من المشكلات الوراثية للكائنات الحية . وهذا الجزيء يهدم نظرية الصدفة والعشوائية ( النظرية الدارونية ) في خلق الانسان والكائنات الحية حيث ثبت أن الفوارق بين الكائنات الحية هي فوارق في البرمجة في هذا الجزيء العجيب (1), والآن نستطيع أن نقول أن الانسان يفكر بهذا الجزيء, حيث أن الانسان يفكر بخلايا مخه, تلك الخلايا أهم ما فيها النواه وأهم جزيء في النواه هو جزيء DNA المكون للمادة الوراثية في الخلية, هذه المادة المركزية في نواة الخلية, إذا نحن نفكر بهذا الجزيء ونحب به , وتنتقل صفاتنا الوراثية لأبنائنا عبر هذا الجزيء العجيب. ويمكن اعتبار اكتشاف هذا الجزيء من أعظم الاكتشافات التي حققها علم الأحياء المعاصر وعلم الوراثة وعلم الخلية. وكل كائن حي يمثل في الحقيقة نوعية معينه من البرمجة الخاصة به, وتتحدد شخصية الكائن الحي وجميع خصائصه من برمجة هذا الجزيء المعجز. إذا طبعنا المعلومات التي على جزئ (DNA)على الورق لاحتجنا إلى أوراق تعادل أوراق الموسوعة البريطانية (46 ) ألف مرة فسبحان من خلق هذا الجزيء العجيب انظروا إلى الخلية الموجودة في مخ الانسان التي نعتبرها خلية ذات خصائص عالية , ولكننا نجدها عاجزة عن القيام بعمليات حيوية بسيطة كالتنفس الذاتي والتغذية الذاتية , بينما تقوم خلية الأميبا بفعل كل تلك العمليات الحيوية. ويستطيع جزيء DNA نسخ نفسه بما وهبه الله سبحانه وتعالى من خصائص حيوية مميزه , وأثناء الانقسام الخلوي تتوزع جزيئات DNA للكائن الحي بطريقة دقيقة محكمة , بحيث يتم تبادل الصفات الوراثية بين الجينات وبين الكائنات الحية. فسبحان من خلق هذا الجزيء العجيب وسبحان من كتب بقدرته صفات الكائنات الحية بهذه المركبات الكيميائية المعجزة وسبحان القائل ( سنريهم آياتنا فيالآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ) فصلت 53 . ففي كل يوم تتكشف آيات الله الدالة على أن القرآن حق , وأن الله هو الحق وأنه على كل شيء شهيد. تعرف على المؤلف في سطور التواصل مع المؤلف : موبايل 0097339622238 هـ 0097317334685 alfowz@batelco.com.bh مواضيع أخرى للمؤلف : أسراب الجراد بين التنظيم والتشتت الأسرار الخفية في أصغر الكائنات الحية – معجزة علمية بيت المسلم و بيت العنكبوت معجزة علمية فذروه في سنبله – معجزة علمية (1) – انظر كتابنا نظرية التطور بين المؤيدين والمعارضين حيث الأدلة العقلية , والدلة العلمية , والأدلة الشرعية الداله على بطلان النظرية الداروينية. جميع حقوق الموقع محفوظة لموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.55a.net

المضخة عند الزرافة

الإعجاز في الحيوانات المضخة عند الزرافة بقلم الكاتب التركي هارون يحيى تعتبر الزرافة بطولها الفارع (5م) واحد من أكبر الحيوانات على وجه الأرض وأطولها، إلا أن هذا الحجم الكبير والطول الفارع يتطلبان نظاماً دورانياً فريداً لكي يقضي هذا المخلوق حياة سليمة في هذه الدنيا . بداية، يجب أن يصل الدم إلى الدماغ الذي يتوضع فوق القلب بمترين، وهذا يتطلب بنية غير عادية للقلب، لذلك خلق الله قلب الزرافة قوياً بما يكفي لضخ الدم تحت ضغط 320 ملم زئبقي. هذا النظام القوي ـ والذي من الممكن أن يقتل الإنسان العادي ـ يتواجد ضمن غرفة خاصة تغلفه شبكة من الأوعية الشعرية مهمتها التخفيف من الإصابة المميتة. من جهة أخرى، يوجد نظام يشبه حرف Yفي المنطقة الواقعة ما بين الرأس والقلب يتكون من الأوعية الصاعدة والنازلة. تقوم السوائل التي تتدفق في الأوعية بالاتجاه المعاكس بموازنة نفسها، مما يحمي الحيوان من ارتفاعات خطيرة في ضغط الدم التي قد تسبب نزفاً داخلياً . يتطلب القسم الذي يقع تحت القلب وخاصة الساقان والقدمان، عناية خاصة. إن السماكة المضاعفة للجلد في هذه المناطق تحمي هذا المخلوق من الأعراض الجانبية لضغط الدم العالي، كما توجد صمامات في الأوعية الدموية تنظم الضغط. الخطر الأكبر الذي تتعرض له الزرافة، هو الانحناءة التي تقوم بها عند حاجتها لشرب الماء. في هذه اللحظة يرتفع الضغط المرتفع أصلاً بما يكفي ليسبب نزفاً داخلياً إلا أن الزرافة لا تعاني من ذلك، فقد تم الاحتياط لهذا النوع من الخطر، إذ يقوم سائل خاص وهو السائل المخي الشوكي الذي يوجد أيضاً في الدماغ والعمود الفقري، بتوليد ضغط معاكس ليمنع حدوث تمزق الأوعية الشعرية. كما يدعم هذا التوازن صمامات تعمل باتجاه واحد وتنغلق عندما يخفض الحيوان رأسه تقلل الصمامات من تدفق الدم، لتتمكن الزرافة من خفض رأسها والنهل من الماء بأمان. ولمزيد من الحرص على تفادي أخطار ارتفاع الضغط، تتميز هذه الصمامات بغلافها الثخين والذي يتألف من عدة طبقات. جميع حقوق الموقع محفوظة لموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.55a.net

الله والقوانين الكيماوية

آيات الله العظمى الله والقوانين الكيماوية جون أزولف بوهلر لكي ندرك كيف تنسب القوانين الكيماوية إلى الله و نتبين مبلغ قصور العقل الإنساني ، و نعرف لماذا ينبغي أن يتواضع الناس جميعاً حتى أولئك الذين نعتبرهم من العباقرة فإنني أحب أن أعرض على قرائي لمحة موجزة عن علم الكيمياء ، الذي هو ميدان تخصصي .وسوف أحاول الابتعاد عن المصطلحات الفنية و أن أكون واضحا ما استطعت. فمنذ فجر المَدنية و الإنسان يحاول أن يفهم كنه التغيرات التي تطرأ على ما يحيط به من عالم الماديات . و قد كان فهمه للمادة في بادئ الأمر يشوبه النقص و الغموض ، و كان ديمقريطس الذي عاش قيل الميلاد بنحو 400 سنة أول من وصل عن طريق التخمين إلى أن جميع الأشياء تتألف من دقائق صغيرة تعتبر كل منها وحدة قائمة بذاتها . و تختلف هذه الفكرة عما كان شائعاً من قبل من أن المادة تتألف من كتلة واحدة متصلة . و لما كانت فكرة ديمقريطس لا تتفق مع ما تشاهده العين من أمر المادة ، فقد بقيت هذه الفكرة مدفوعة تحت أنقاض ما كان يسود ذلك العهد من شك في صحتها . و ظلت الكيمياء القديمة من ضروب الشعوذة و السحر ألفي سنة و هي تحاول أن تجد تفسيراً لمعنى المادة . و في حوالي متصف القرن السابع عشر عاد روبرت بويل إلى فكرة ديمقريطس من جديد و أطلق اسم العنصر على كل مادة من المواد البسيطة التي لا يمكن تحوليها في المعمل إلى أبسط منها .و العناصر بهذا المعنى تختلف عن المعنى الذي ذهب إليه أرسطوطاليس حينما رأى أن العناصر التي تتألف منها المادة هي الأرض و النار و الهواء و الماء . و في سنة 1774 أكتشف جون بريستلي الأوكسجين و في سنة 1776 توصل لورد كافينديش إلى عنصر الإيدروجين ،وبعد فترة وجيزة اكتشف لافوزييه أن الهواء خليط من الأوكسجين و النيتروجين . واستنبط أن الماء هو الآخر لا يمكن أن يكون عنصراً لأنه يمكن تحضيره بإحراق الأيدروجين في الهواء لقد كان علم الكيمياء يتقدم بحق ، و في عام 1799 توصل الكيماوي الفرنسي جوزيف براوست إلى أن المواد الكيماوية النقية مثل ملح الطعام يكون لها تركيب ثالث ، بصرف النظر عن مصدرها . أما بيرثوليت فكان يناقضه و يرى أن الملح المحضر من أماكن مختلفة على سطح الأرض يختلف في تركيبها تبعاً لاختلاف هذه الأماكن. و لقد كسب براوست الجولة بعد مضي ثمان سنوات قضاها في إجراء التجارب و بذلك تبين أن للمركبات تركيباً ثابتاً. و في سنة 1808 حاول دالتون ـ و كان مدرساً ـ أن يجمع كل ما هو معروف من المعلومات الكيماوية حتى ذلك الوقت ، وأن يجد تفسيراً لثبات العناصر والمركبات . و قد توصل إلى النظرية الذرية للمادة . فقد كان يرى أن العناصر تتكون من جزيئات صغيرة سماها الذرات و توصل إلى أن الذرات العنصر الواحد لابد أن تكون متكافئة من جميع الوجوه أما ذرات العناصر المختلفة فمتباينة . و قد افترض دالتون أن الذرات غير قابلة للكسر فهي لا تستطيع أن تتحول إلى صورة أصغر . و قد أرجع اختلاف العناصر في صفاتها الطبيعية و الكيماوية إلى ما بين ذراتها من اختلاف في الوزن و الخواص الأخرى . كما بين أن ثبات المركبات يرجع إلى اتحاد العناصر الداخلية في تركيبها بنسب دقيقة ثابتة في المركب الواحد . و عندئذ أتضح أن الظواهر الكيماوية تخضع لقوانين معينة مثل قانون بقاء المادة و قانون ثبات التركيب و قانون بقاء الطاقة . و بهذه الوسائل التي تسلح بها الكيماويون في بحوثهم العلمية ، تحول علم الكيمياء من علم وصفي إلى علم قياسي يعتمد على القياس الدقيق .و ما إن فتح ذلك الطريق على أساس الاتجاه حتى ظهر التقدم الحقيقي ، وصار من المقرر أن دراسة الكيمياء تقوم على أساس الانتظام و القوانين . بذلك تحولت الكيمياء إلى صف العلوم . و تقدمت دراستها في نصف القرن الذي تلا دالتون تقدماً كبيراَ وسارت في نفس الاتجاه الذي حددته قوانين نيوتن ، و نجح العلماء في زيادة عدد العناصر في سنة 1900 و بذلك ضربت الكيمياء رقماً قياسياً في تقدمها. لقد كان دالتون يعتبر الذرة كتلة صلبة من المادة تخضع لقوانين نيوتن . و في النصف الأخير من القرن التاسع عشر أجريت تجارب عديدة اتضح منها أن هنالك ذرات أكثر تعقيداً من الذرات التي وصفها دالتون ، فقد بدأ ماسون في سنة 1853 بإمرار تيار كهربائي خلال أنبوبة مفرغة . ثم حاول جسلر أن يعيد التجربة السابقة مستخدما تياراً أقوى و مجموعة من الغازات المختلفة داخل الأنابيب المفرغة . و في سنة 1878 استطاع كر وكس باستخدام أنابيب مفرغة إلى درجة لم يحصل عليها سابقوه ، أن يلاحظ بريقا عجيبا داخل الأنبوب عند إمرار التيار الكهربي بها . و قد أثبت طويون أن هذه الأشعة العجيبة تحمل شحنات كهربية سالبة ، و أنها تتحرك بسرعة لا يتصورها العقل ، و أنها تكاد تكون عديمة الوزن ،و قد سميت هذه الأشعة أشعة المهبطية ، كما سميت الأنابيب التي تتلون داخلها أشعة المهبط . وقد تبين أخيراً أن هذه الأشعة ليست إلا سيلا من الالكترونات المتدفقة . ثم اكتشفت بعد ظاهرة النشاط الإشعاعي ، التي اكتشفتها بكويرل و آل كوري . و قد فتح هذا الاكتشاف عالما جديدا من الجزيئات التي هي دون الذرات . و لم يعد ينظر إلى الذرة على أنها جسم صلب مصمت ، بل صار ينظر إليها على أنها تشبه مجموعة شمسية مصغرة ن تقع كتلتها الكبرى في مركزها حيث تتجمع البروتونات الموجبة ، و من حول هذه الكتلة يتم توزيع الالكترونات السالبة التي هي ليست إلا وحدات من الطاقة تتحرك حول المركز في نظام معين . و تتوقف الخواص الطبيعة و الكيماوية للذرة على ما يحمله حول المركز في نظام معين . و تتوقف على طريقة ترتيب الالكترونات حول النواة . و قد بذلت محاولات في بادئ الأمر لتطبيق قوانين نيوتن على الجزيئات دون الذرة ، و لكن اتضح بعد قليل أن هذه القوانين لا تنطبق على تلك الجزيئات الدقيقة . و قد دعا ذلك إلى ضرورة قيام طرق جديدة أخرى للحساب فنشأت نظرية " الكوانتم " أو نظرية الكم . و هي تساعدنا على أن تعبر تعبيراً رياضياً عن احتمال سلوك البروتونات و الالكترونات و غيرها من الجزيئات دون الذرية . و في سنة 1927 توصل هايزنبرج إلى نظرية " الشك " أو عدم التحديد لكي يبين لماذا لا تخضع الجزيئات دون الذرية لقوانين نيوتن و ينص هذا المبدأ على أنه من المحال تعيين موضع أي جزيء وسرعته في لحظة واحدة . فكلما حاولنا أن نشاهد إلكترونا نجد أننا نغير من حالته ، و قد يتناول التغيير مكانه أو سرعته أو كليهما . و على ذلك فإننا نستطيع أن نتكلم عن احتمال حدوث ظاهرة ، ولكننا لا نستطيع أن نحددها تحداً دقيقاً ، و عندئذ نقول إن الطبيعة تخضع لقوانين المصادفة الإحصائية . و نحن في العادة نتعامل مع أعداد كبيرة جداً من الأيونات أو الجزيئات في المعمل ، أعداد تبلغ الملايين ، فعندما نمزج المحاليل يسلك كل أيون من الأيونات الداخلة في التفاعل سلوكا خاصاً ، سلوك غير منتظم ، لا نستطيع أن نتنبأ به ، و مع ذلك فإننا نستطيع أن نقدر نتائج التفاعل الكلي تقديرا بالغ الدقة . و قد يكون هنالك مئات الآلاف من الأيونات التي لم تشترك في التفاعل و لكن مادامت الموازين التي نستخدم عاجزة عن تقدير هذا القدر الضئيل منها فإننا نعتبر أن التفاعل قد أكتمل و بلغ درجة التمام . و يشير دينوي إلى ذلك فيقول : إن كل شيء يتوقف على معايير الملاحظة التي تستخدمها ، و إن ما قد نعتبره تاماً أو كاملا باستخدام أحد المعايير قد لا يكون كذلك عندما نستخدم معياراً آخر ، فإذا مزجنا جراماً من الكربون لأحد الميكروبات التي تزحف فوق هذا التل من الخليط ، فإنه يبدو على صورة مجموعة من الكتل السوداء التي تجاورها كتل بيضاء . و يرجع ذلك إلى اختلاف مستوى الملاحظة في حالة الميكروب عنده في حالتنا . أما لماذا تخضع الكيمياء للقوانين التي اكتشفناها ، فيرجع إلى أنها علم إحصائي . و على ذلك فإن القوانين الطبيعية الكيماوية تقوم في أساسها على عدم الانتظام .أما ما نشاهده من انتظام الظواهر فيرجع إلى أننا نتعامل مع أعداد بالغة الكبر تخضع في مجموعها لقوانين الإحصاء و تعطي نتائج محددة . ومن أن النظام الذي نشاهده و التوافق الذي نلاحظ إنما يخرجان من الفوضى . فما هي القوى الموجهة التي وراء هذه القوانين الإحصائية ؟ عندما يطبق الإنسان قوانين المصادفة لمعرفة مدى احتمال حدوث ظاهرة من الظواهر في الطبيعة مثل تكون جزيء واحد من جزيئات البروتين من العناصر التي تدخل في تركيبه ، فإننا نجد أن عمر الأرض الذي يقدر بثلاثة بلايين من السنين أو أكثر لا يعتبر زمنا كافيا لحدوث هذه الظاهرة و تكون هذا الجزيء عن طرق المصادفة إن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت هناك قوة موجهة إلى غاية محددة و تعيننا على إدراك كيف يخرج النظام من الفوضى . و لابد أن نسلم بأننا لا نعرف حتى الآن كل ما يمكن أن يعرف عن المادة و الطاقة ، فنحن لا نزال في بداية الطريق . و قد يكون ما سميناه عدم نظام أو فوضى على المستوى دون الذري مخالفاً لذلك كل المخالفة ، فقد تكون أفكارنا خاطئة أو متأثرة بنقص معلوماتنا عن الظواهر المختلفة أو تقيدنا بجانب غير سليم من الملاحظة . إن الإنسان يشاهد التنظيم و الإبداع حيثما ولى وجهة في نواحي هذا الكون . و يبدو أن هذا الكون يسير نحو هدف معين ، كما يدل على ذلك النظام الذي نشاهده في الذرات ، فهناك نظام معين تتبعه الذرات جميعها من الأيدروجين إلى اليورانيوم وما بعد اليورانيوم .و كلما أزداد علمنا بالقوانين التي تتحكم في توزيع البروتونات و الإلكترونات لإنتاج العناصر المختلفة ، أزداد إيماننا بما يسود عالم المادة من توافق و نظام ، و قد يجيء اليوم الذي ينكشف لنا فيه كيف تتجمع الطاقة لكي تكون تلك الكتل من المادة . و لقد كان أينشتاين أول من أظهر العلاقة الموجودة بين المادة و الطاقة . و لا يزال الإنسان في بداية الطريق لكشف أسرار الطاقة الذرية ، و قد نستطيع في يوم من الأيام أن تحول الطاقة إلى مادة . و تدل الشواهد على وحدة الكون من الوجهة الكيماوية . و لدينا من الطرق و الوسائل ما يمكننا من اختبار كثير من العناصر الموجودة في الكواكب الأخرى ، و معرفة أنها هي نفس العناصر التي توجد على الأرض . و حتى النجوم البعيدة عنا فإنها تشتمل على عناصر مشابهة لعناصر الأرض . و يعتقد العلماء أن القوانين الطبيعية التي تتحكم في هذا الكوكب هي عينها القوانين التي تخضع لها النجوم و الكواكب الأخرى في أفلاكها النائية المترامية في الفضاء . فحيثما اتجهنا نجد الإبداع و النظام و التوافق ، حتى هنالك ظل من شك عندي في أن إلهاً قادراً قد أبدع هذا الكون و بناه وحدد وجهته و غايته . و كنت أرجو أن يتسع الوقت و المكان لذكر كثير من الأمثلة الأخرى التي تدل على روعة الإبداع و جلال النظام ،و لكنني أحب ا، أوجه نظر القارئ إلى دورة الماء على الأرض و دورة ثاني أوكسيد الكربون و دورة النشادر و دورة الأكسجين التي تشهد كل منها بحكمة و تدبير و قوة لأحد لها . و برغم أن هنالك كثيراً من الأشياء في الطبيعة مما لم يصل الإنسان بعد إلى معرفة كنهه أو تفسيره و مما لا يزال يكتنفه الغموض ،فإننا لا نريد أن نقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه الأقدمون عندما اتخذوا آلهة لكي يجدوا تفسيراً لما غمض عليهم ، و حددوا لكل إله قدرته و عينوا له وظيفته و دائرة تخصصه ... و عندما تقدمت العلوم و أمكن فهم كثير من الظواهر الغامضة و معرفة القوانين التي تخضع لها ، لم يعد هؤلاء الناس في حاجة إلى الآلهة التي نتلمس قدرة الله في النظام الذي خلقه و القوانين التي تحكمها و لكن الإنسان عاجز عن أن يسن تلك القوانين ، فهي من صنع الله وحده .و لا يفعل الإنسان أكثر من أنه يكتشفها ثم يستخدمها في محاولة إدراك أسرار هذا الكون. و كل قانون يكتشفه الإنسان يزيده قربا من الله ، و قدرة على إدراكه ، فتلك هي الآيات التي يتجلى بها الله علينا ، و قد لا تكون هذه هي طريقته الوحيدة في هذا التجلي ، فهو يتجلى أيضا في كتبه المقدسة مثلاً، و مع ذلك فإن طرقة تجليه تعالى في آياته التي نشاهدها في هذا الكون تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة لنا . عن كتاب "الله يتجلى في عصر العلم .." جمعها : جون كلوفر مونسما ترجمة الدكتور الدمرداش عبد المجيد سرحان الناشر مؤسسة الحلبي و شركاه للنشر و التوزيع القاهرة جميع حقوق الموقع محفوظة لموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.55a.net