الخميس، 23 ديسمبر 2010

غزوة الأحزاب

غزوة الأحزاب

مازن التويجري


ملخص الخطبة

1- اليهود يستنفرون قريشاً ويستعدونها على المسلمين. 2- خروج أحزاب مختلفة من العرب لقتال المسلمين. 3- فكرة حفر الخندق وشروع الصحابة في تنفيذها. 4- ذكر بعض ما جرى أثناء حفر الخندق. 5- مناوشات حول الخندق. 6- غدر يهود بني قريظة. 7- نعيم بن مسعود يوقع بين الأحزاب. 8- الريح تهزم قريش وحزبها.


الخطبة الأولى



وهدأت الأوضاع بعد غزوة أحد، ولكن ثمة عصبة من شرذمة يهود، غاضهم هذا السلام وتورمت قلوبهم خنقًا وغيضًا بعد أن أجلاهم رسول الله إلى خيبر، لتبدأ مسيرة الظلام والصدّ عن سبيل الله، فخرج عشرون رجلاً من زعماء اليهود وساداتهم إلى قريش بمكة يحرضونهم على قتال محمد وأن لهم النصر والتأييد، فأجابتهم قريش، ثم خرج هؤلاء اليهود حتى أتوا غطفان ودعوهم إلى ما دعوا إليه قريش فأجابوهم، وهكذا خرجت من الجنوب قريش وكنانة وحلفاؤهم وقائدهم أبو سفيان في أربعة آلاف، وخرجت من الشرق قبائل غطفان، واتجهت هذه الأحزاب نحو المدينة، وبعد أيام تجمع جيش عرمرم قوامه عشرة آلاف مقاتل، ربما زاد عدده على أهل المدينة كلهم بشبابهم وشيوخهم، ونسائهم وصبيانهم.

وبلغ النبي تحرك الأحزاب، فاستشار أصحابه، فأشار سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال يا رسول الله: إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنًا علينا. فاستحسن رسول الله الرأي، وكان أمرًا لم تعرفه العرب من قبل.

وكانت المدينة تحيط بها الحرات ـ وهي الحجارة السود ـ من الشرق والغرب والجنوب، فأمر أن يحفر الخندق من جهة الشمال وكان طوله نحو ميل، ووكل إلى كل عشرة أن يحفروا أربعين ذراعًا، أخرج البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: خرج رسول الله إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال:

((اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة))

فقالوا مجيبين له:

نحن الذين بايعوا محمدًا على الجهاد ما بقينا أبدًا[1]

وعند البخاري كذلك عن البراء بن عازب قال: رأيته ينقل تراب الخندق حتى وارى عني الغبار جلدة بطنه، وكان كثير الشعر، فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة، وهو ينقل من التراب ويقول:

((اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينـة علينــا وثبت الأقدام إن لاقينا

إن الآلي قد بغـوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا))

ثم يمد بها صوته بآخرها[2].

وقد أصاب الناس من الجوع والبر ما أصابهم، قال أبو طلحة كما عند الترمذي: شكونا إلى رسول الله الجوع فرفعنا عن بطوننا عن حجر حجر، فرفع رسول الله عن حجرين[3].

وقد لاحت في حفر الخندق أعلام للنبوة كثيرة منها ما أخرجه البخاري عن جابر بن عبد الله أنه لما رأى ما في النبي من التعب والجوع، ذبح بهيمة وطحنت امرأته صاعًا من شعير ثم التمس من رسول الله سرًا أن يأتي في نفر من أصحابه، فقام النبي بأهل الخندق وهم ألف فأكلوا من ذلك الطعام وشبعوا، وبقيت برمة اللحم تغط به كما هي، وبقي العجين يخبز كما هو، وجاءت أخت النعمان بن بشير بحفنة من تمر إلى الخندق ليتغذى أبوه وخاله، فمرت برسول الله فطلب منها التمر وبدده فوق ثوب، ثم دعا أهل الخندق فجعلوا يأكلون منه وجعل التمر يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه، وإنه يسقط من أطراف الثوب.

وروى البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: إنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية شديدة، فجاءوا النبي فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق فقال: ((أنا نازل))، ثم قام وبطنه معصوب بحجر فأخذ المعول فضرب فعاد كثيبًا أهيل أو أهيم[4]ـ أي صار رملاً لا يتماسك.

وروى أحمد عن البراء قال: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول، فاشتكينا ذلك لرسول الله ، فجاء وأخذ المعول فقال: ((بسم الله ثم ضرب ضربة وقال: الله، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأنظر قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقطع آخر فقال: الله أكبر، أعطيت فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن، ثم ضرب الثالثة فقال: بسم الله، فقطع بقية الحجر فقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني)) [5].

وأقبلت قريش في أربعة آلاف فنزلت بمجتمع الأسيال، وغطفان ومن معهم في ستة آلاف حتى نزلوا إلى جانب جبل أحد، وخرج رسول الله في ثلاثة آلاف من الصحابة فتحصنوا بالخندق بينهم وبين المشركين، وكان شعارهم "حم لا ينصرون" ولما هم المشركون بمهاجمة المسلمين فوجئوا بالخندق أمامهم فقال أبو سفيان: هذه مكيدة ما عرفتها العرب، وأخذ المشركون يدورون حول الخندق غضابًا يبحثون فيه عن منفذ يقتحموا فيه نحو المسلمين، وكره فوارس قريش أن يقفوا موقف المتفرج، فخرجت منهم جماعة فيها عمرو بن عبد ود وعكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب وغيرهم، فتيمموا مكانًا ضيقًا من الخندق فاقتحموه، وجالت بهم خيلهم في السبخة بين الخندق وسلع، وخرج علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموها، ودعا عمرو إلى المبارزة، فانتدب له علي بن أبي طالب فاقتحم عمرو عن فرس فعقره وضرب وجهه، ثم أقبل على علي فتجاولا وتصاولا، حتى قتله علي رضي الله عنه، وانهزم الباقون والرعب يملأ قلوبهم، والوهن يفت عزيمتهم.

وحاول المشركون اقتحام الخندق أو بناء طريق فيه، فلم يمهلهم المسلمون بل كافحوا مكافحة شديدة ورشقوهم بالنبل، ففي الصحيحين عن جابر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما جاء يوم الخندق فجعل يسب كفار قريش، فقال يا رسول الله، ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب، فقال النبي : ((والله ما صليتها)) فنزلنا مع النبي بطحان، فتوضأ للصلاة، وتوضأنا لها، فصلى العصر بعدما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب"[6] وفي هذا يتبين شدة الموقف وحراجته، وطول الحصار الذي دام قرابة الشهر فقال النبي : ((ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس)) [7].

الله أكبر... يتحسر على فوات وقتها، وهم معذورون يجالدون العدو، ويذودون عن حياض الدين، فعجبًا لمن يقرع النداء مسامعه في كل حين، فيبقى حبيس الكسل والغفلة، معرضًا عن نداء ربه، منشغلاً بملذات الدنيا وشهواتها.

وبقي الخندق حائلاً بين الجيشين لم يجر بينهما قتال مباشر، بل اقتصروا على المراماة بالنبل وقد قتل من جراء ذلك ستة من المسلمين وعشرة من المشركين وفي هذه المراماة رُمي سعد بن معاذ رضي الله عنه بسهم فقطع منه الأكحل فدعا سعد: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحدٌ أحب إليّ أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بينا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني لهم، حتى أجاهدهم فيك وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتتي فيها ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة).

في هذه الأثناء انطلق كبير مجرمي يهود بني النضير حيي بن أخطب إلى ديار بني قريظة، فأتى كعب بن أسد القرظي سيدهم، وكان قد عاقد رسول الله على أن ينصره إذا أصابته حرب، فضرب حيي عليه الباب، فأغلقه كعب دونه، فما زال يكلمه حتى فتحه فقال حيي: إني قد جئتك يا كعب بعز الدهر وببحر طام، جئتك بقريش على قادتها وسادتها، حتى أنزلتهم بمجمع الأسيال من ردمه، وبغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم إلى جانب أحد، قد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدًا ومن معه.

فقال كعب: جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هراق ماؤه، فهو يرعد ويبرق، ليس فيه شيء، ويحك يا حيي فدعني وما أنا عليه، فإني لم أر من محمد إلا صدقًا ووفاءً فلم يزل به حتى أعطاه عهدًا من الله وميثاقًا: لئن رجعت قريش وغطفان، ولم يصيبوا محمدًا أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك، فنقض كعب عهده وبرئ مما كان بينه وبين المسلمين ودخل مع المشركين.

وهكذا فعل جد اليهود الأول حربًا لله ولرسوله، والذي لابد أن يعلم ويربى عليه أبناء الأمة الواحدة درسًا من واقع الحياة وأحداث السيرة أن الكلاب لا تلد إلا الكلاب، وأبناء الأفاعي كأمهاتهم لا تجيد إلا لغة المراوغة والخداع ونفث السم في صف الأمة الوسط.

ألا فليعلم جهال المتعلمين من بني قومنا أن الكفر ملة واحدة لا فرق فيه بين يهودي ونصراني أو وثني.

وبدأت يهود بني قريظة بعمليات الحرب، مر رجل منهم فجعل يطوف بالحصن الذي فيه النساء والذراري، فرأته صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله فشدت على وسطها ثم أخذت عمودًا، ونزلت من الحصن، فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن، وبهذا ظن اليهود أن للمسلمين ظهرًا فلم يقربوهم، وهنا دب الرعب في قلوب بعض المؤمنين حين علموا بنقض بني قريظة العهد فأمامهم جيش عرمرم لا يستطيعون الانصراف عنه، وبنو قريظة خلفهم لا يؤمن من هجومهم على نسائهم وذراريهم حتى قال المنافقون: كان محمدًا يعدنا أن نأخذ كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط وقال بعضهم: إن بيوتنا عورة من العدو، فاذن لنا أن نخرج فنرجع إلى دارنا، فإنها خارج المدينة، وهمت بنو سلمة بالفشل، وكان حالهم كما حكى الله عن موسى وقومه حين أدركهم فرعون وجنوده بغيًا وعدوًا والبحر من أمامهم قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين [الشعراء: 61 ـ 62].






[1] رواه البخاري ح (2834)، ونحوه في مسلم ح (1805).

[2] رواه البخاري ح (4106)، ومسلم ح (1803).

[3] رواه الترمذي ح (2371).

[4] رواه البخاري ح (4101).

[5] رواه أحمد ح (18219).

[6] رواه البخاري ح (596) ومسلم ح (631).

[7] رواه البخاري ح (6396)، ومسلم (627).



الخطبة الثانية



وأما رسول الله فتقنع بثوبه حين أتاه غدر قريظة ثم نهض وهو يقول: ((الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين)) [1]، أي بفتح الله ونصره، وأرسل إلى المدينة من يحرسها، ثم أراد أن يصالح غطفان على ثلث ثمار المدينة حتى ينصرفوا فاستشار السعدين سعد بن عبادة وسعد بن معاذ فقالا: يا رسول الله إن كان الله أمرك بهذا فسمعًا وطاعة، وإن كان شيء تصنعه لنا فلا حاجة لنا فيه لقد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا قرىً أو بيعًا فحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له، وأعزنا بك نعطيهم أموالنا، والله لا نعطيهم إلا السيف، وصّوب رأيهما وقال: إنما هو شيء أصنعه لكم لما رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة.

في هذه الأثناء يسر الله أمرًا وهيأه، أن أسلم نعيم بن مسعود رضي الله عنه فجاء إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إني قد أسلمت وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت فقال رسول الله : ((إنما أنت رجل واحد، فخذل عنا ما استطعت، فإن الحرب خدعة)) [2] فذهب إلى بني قريظة وكان عشيرًا لهم في الجاهلية فدخل عليهم وقال: قد عرفتم ودي إياكم، وخاصة ما بيني وبينكم، قالوا: صدقت, قال: فإن قريشًا ليسوا مثلكم، البلد بلدكم فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره، وإن قريشًا وغطفان قد جاؤوا لحرب محمدٍ وأصحابه، وقد ظاهروكم عليهم، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فإن أصابوا فرصة انتهزوها، وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمدًا فانتقم منكم، قالوا: فما العمل يا نعيم. قال: لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن. قالوا: أشرت بالرأي.

ثم مضى نعيم إلى قريش وقال لهم: تعلمون ودي لكم ونصحي لكم. قالوا: نعم، قال: إن اليهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد وأصحابه وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه، ثم يوالونه عليكم، فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم، ثم ذهب إلى غطفان فقال: مثل ذلك.

فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة خمس للهجرة بعثوا إلى اليهود: أنا لسنا بأرض مقام وقد هلك الكراع والخف فانهضوا بنا حتى نناجز محمدًا، فرد اليهود أن اليوم يوم سبت، ومع هذا فإنا لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن، فقالت قريش وغطفان: صدقكم والله نعيم. فأبى المشركون فقالت يهود: صدقكم والله نعيم فتخاذل الفريقان، وخارت عزائمهم.

وكان المسلمون يدعون: اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، وكان النبي يدعو: ((اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم)) [3].

وسمع الله دعاء نبيه والمسلمون وأرسل الله عليهم الريح فجعلت تقوض خيامهم، ولا تدع لهم قدرًا إلا كفأتها، ولا طنبًا إلا قلعته، ولا يقر لهم قرار، وأرسل جندًا من الملائكة يزلزلونهم، ويلقون في قلوبهم الرعب، فرحلوا لم ينالوا خيرًا وكفى الله المؤمنين القتال. ثم توجه إلى قريظة فقتل رجالهم وسبى نساءهم بحكم سعد بن معاذ.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذا جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحًا وجنودًا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرًاإذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنوناهنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدًاوإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًاوإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارًاولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرًاولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولاًقل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذًا لا تمتعون إلا قليلاًقل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءًا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليًا ولا نصيرًا[الأحزاب:9ـ17]. إلى أن قال سبحانه: ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرًا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويًا عزيزًا [الأحزاب: 25].





[1] رواه ابن إسحاق في سيرته، سيرة ابن هشام (3/222).

[2] رواه ابن إسحاق في سيرته، سيرة ابن هشام (3/228).

[3] رواه البخاري ح (2933)

http://7ary2aa.blogspot.com/2009/12/dvd_2633.html

http://7ary2aa.blogspot.com/2009/12/dvd_2633.html

السبت، 11 ديسمبر 2010

فتـح الديبل والسـند

فتـح الديبل والسـند

(1326 مجموع الكلمات في هذا النص)
(997 قراءة) صفحة للطباعة



في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان أرسل ملك جزيرة الياقوت ( سرانديب ، سيلان) سفينة إلى الحجاج بن يوسف الثقفي أمير العراقين، محملة بالتحف والهدايا من الدر والياقوت والجواهر الثمينة والعبيد، مع نسوة ولدن في بلاده مسلمات ومات آباؤهن، وكانوا تجــاراً ، فأراد التقرب بهن إلى قطب العالم آنذاك ومحوره الخليفـة الأمـوي ، حيث أرسل إلى دار الخـلافة بدمشـق بالإضـافة إلى ما سبق تحفاً وطــرائف لا مثيل لها ، كما كان هدف النســاء المسلمات زيارة الكعبة المشرفة ، وهبت رياح عاتية فقذفت بالسفينة إلى سواحل ( الديبل ) – بلدة على ساحل ماء السند تبعد 50 كم جنوب شرق ( كرا تشي ) – حيث كان يقطـنهـا مجموعة من القراصنة فهاجموا السفينة ، وقتلوا بعض ركابها وبحارتها ، وأخذوا الباقين من النساء والرجال والأطفال أسرى ، كما سلبوا جميع التحف والأموال، فصـاحت امرأة من بين الأسرى : يا حجاج يا حجاج أغثني أغثني ، وفر بعض النـاس والتجـار من الذين كانوا على متن السفينة ، وجاء بعضهم إلى الحجاج وذكروا له ما حدث ، مع استغاثة تلك المرأة به فقال : لبيك لبيك .

فكتب الحجاج إلى داهر بن صصة ملك السند بإرجاع النساء والتحف إلى دار الخلافة ،فرد عليه داهر : إن هذه الطائفة مجموعة من اللصوص والخارجين عن سلطتنا ، وهم أشـرار أقوياء ، لا يستطيع أحد ملاحقتهم والتغلب عليهم .

فكتب الحجاج رسالة إلى الخليفة يطلب فيها الإذن بغزو السند والهند ، ولكن الوليد لم يأذن له فكرر الحجاج طلبه حتى وافق الخليفة ، فأرسل الحجاج عبد الله بن نبهان السلمي لفتح الديبل فاستشهد ، ثم أرسل بديل بن طهفة البجلي بثلاثة آلاف فاستشهد ، فحـزن الحجـاج حتى قال لمؤذنه : يا مؤذن اذكر اسم بديل كلما أقمت الأذان ، لأتذكره وآخذ بثأره .

واستأذن الحجاج الخليفة في إرسال جيش كبير ومنظم لغزو السند فوافق، فعين الحجاج محمد بن القاسم الثقفي الذي كان عمره آنذاك سبعة عشر عاماً ، وطلب من الخليفة ستة آلاف مقاتل من أشراف الشام وأبنائهم فجاءه العدد الذي طلبه .

ووصى الحجاج محمد بن القاسم قائلاً : اخرج عن طريق ( شيراز) ، واطو المنازل واحداً تلو الآخر، حتى يأخذ منك الغضب مأخذاً شديداً . وجهز الحجاج الجيش بكل ما احتاج إليه حتى الخيوط والقطن المحلوج ، وسير محمد بن القاسم ، وأمره أن يقيم بمدينة شيراز من أرض فارس كي يلتحق به جند الشام والعراق ، فتحرك ، فلما وصـل شـيراز عسكر بظاهرها .

وأمر الحجاج بجمع ما هو موجود من المنجنيقات والسهـام والرماح ووضعها في السـفن الحربية ، وعين علها قائدين من خيرة القواد ، وكتب إلى محمد بن القاسم أن ينتظر وصـول السفن إلى الديبل، وبعد استكمال الاستعدادات في شيزر ووصول ستة آلاف فارس وثلاثة آلاف بعير لحمل الأثقال والعتاد انطلق محمد بن القاسم ومعه اثنا عشر ألف مقاتل إلى الشرق حتى وصل (مكران) ، فأقام بها أياماً ، ثم توجـه منها إلى (فنزبور) ، ثم إلى (أرمائيـل) ، وهناك وصلت السفن .

ونزل ابن القاسم بعد ذلك في سواد الديبل ، وحفر الخـنادق ، ورفع الرايات والأعـلام ، ونصب المنجنيقات ، ونصب منجنيقاً يعرف بالعروس كان يعمل لتشغيله خمسـمائة رجل ، وكان في وسط الديبل معبد كبير للأصنام تتوسطه قبة عالية ترفرف عليها راية خضـراء ، وكان ارتفاع المعبد أربعين ذراعاً وسعة القبة أربعون ذراعاً وارتفاع الراية مثلها وكان للراية أربعة ألسن تتطاير في الهواء ، ودعا ابن القاسم أمير جـند منجـنيق العروس وقال له : إذا أمكنك أن تكسر رأس معبد الأصنام هذا وعمود الراية التي ترفرف فوقه أعطيتك عشرة آلاف درهم .

وفي اليوم المحدد للقتال بدأ أمير المنجنيق الرمي ، وطارت راية المعبد وبعض قاعدته ، ثم رمى الحجر الثاني فأصاب قبة المعبد فانهارت تماماً ، وفي الحجر الثالث أصبح أنقاضاً مع الأرض سواء ، ثم قرعت الطبـول في الديبل، وبدأ هجوم الجيش هجـمة واحدة ، وثلم المنجنيق سور الديبل فوصل المجاهدون إلى أعلى السور وأبراجه ، ثم فتح أهل الديبل أبواب مدينتهم وطلبوا الأمان ، فدخلها ابن القاسم واستباحها ثلاثة أيام ، وتوجه إلى السـجن الذي ضم الأسرى المسلمين فحررهم ووضع بدلاً عنهم مجموعة من قراصنة الديبل .

ثم توجه ابن القاسم إلى فتح ( نيرون ) – وموقعها الآن حيدرآباد - عبر مياه السند في ستة أيام ، وحينما وصلها أرسل حاكمها رسولين محملين بالغذاء والأعلاف ، وفتح لابن القاسم باب المدينة ، وأخذ يبيع ويشتري البضائع مع جيش المسلمين ، ودخل ابن القاسم المدينة ، وهدم معبد الأوثان ، وبنى مكانه مسجداً ، ثم سار إلى حصن ( سيوستان ) المدينة المحصنة المرتفعة ، وأراد أهل المدينة الأمان ولكن حاكم المدينة رفض بشدة واستعد للحرب ، ونصب ابن القاسم المنجنيقات وبدأ الحصار ، وحينما تيقن حاكم المـدينة من الهزيمة وضاق ذرعاً بالحصار فر ليلاً ففتحت المدينة أبوابها .

ثم سار ابن القاسم نحو حصن (سيويس) وفتحه ، ثم عاد إلى نيرون ، واتخذ قراره بعبـور نهر مهران للقاء داهر ملك السند ، وأرسل رسولين له لدعوته للطاعة فرفض ، وعندئذ تخير ابن القاسم أفضل معابر النهر وهيأ السفن لذلك ، وخلال هذه المراسلات والاستعدادات التي استمرت خمسين يوماً نفدت أرزاق المسلمين ، وقلت أعلاف الخيل والدواب ، ونفق عدد من الخيل بعد إصابتها بالجذام ، واشتكى الجيش من قلة الغذاء ، فاضطر الجند إلى أكل لحوم الخيل المريضة ، فكتب ابن القاسم رسالة للحجاج بالأوضاع فأرسل له الحجاج ألفي حصان ملكاً للمجاهدين وليست عارية مسترجعة .

ثم تجول ابن القاسم ليرى أفضل وأضيق مكان للعبور على نهر مهران، ثم أمر بإحضـار السفن وربط بعضها ببعض ليصنع منها جسراً للعبور ، وتقدمت جماعة من جند داهر وقادته ليمنعوا ابن القاسم من ربط أجزاء النهر ، ولما وصلت طلائع السفن على مقربة من الساحل الشرقي بدأ المقاتلون المسلمون برمي السهام والرماح بكثافة ، مما أدى لتراجع قوات داهر مما سهل عبور الجيش المسلم ، وفر جند داهر ، وسار ابن القاسم إلى منطقة (جيور) ، ونزل بجيشه على مقربة من نهر ( ددهاواه ) ، والتحم الجمعان من بداية الصباح وحتى المساء ثم تراجع كل إلى موضعه ، وكان عدد الفيلة ستين فيلاً وقيل مائة، وكان داهر على أكبرها ، وقد عملت في المسلمين الأفاعيل .

وظل الحال هكذا خمسة أيام ، وفي اليوم السادس غير الجيشان تنظيم صفوفهما ، وفي اليوم السابع شجع ابن القاسم رجاله وحرضهم على القتال ، وبدأت سهام المسلمين المشتعلة بالنار تتساقط على هودج داهر، ورمى أحد الرماة بسهمه فأصاب قلب الهودج وأشعل فيه النار، فعاد جيش داهر بفيله إلى الوراء وقد اشتعل بالنيران وسقط معه في الماء، وعندها وصل الفرسان المسلمون إليه وقد تشردم جيشه من حوله وحلت به الهـزيمة ، وحـاول داهر الخروج من الماء فصوب إليه أحد الرماة المسلمين المهرة سهماً فأصابه ولكنه تحامل على نفسه وتمكن من الظهور من الماء ، فتقدم منه عمرو بن خالد الكلابي فعلاه بسيفه وضرب به رأس داهر فشقه نصفين حتى الرقبة ، وتتبع المسلمون فلول جيش داهر المقتول حتى حصن ( راؤر ) ففتحوه ، ثم فتح ابن القاسم مدين ( دهليله ) ، ثم توجه إلى ( برهمناباذ) ففتحها وأعطى أهلها الأمان الذي طلبوه ، وفرض الجزية على من لم يسلم ، ثم عين البراهمة في المناصب التي تناسبهم وخصص لهم المال ، وأجلسهم في المحافل في الأماكن التي كانت مخصصة لأمراء الهند وملوكها ، وأعطى لعوام الناس الأمان في ممارسة طقوسهم الدينية .

ثم واصل محمد بن القاسم جهاده ففتح العديد من المدن بعضها صلحاً وبعضها عنوة ، وكان أهمها مدينة ( ملتان ) - وهي أعظم مدن السند الأعلى وأقوى حصونه - فامتنعت عليهم شهوراً نفدت خلالها مؤنتهم فطعموا الحمر حتى أتاهم رجل مستأمن دلهم على مدخل الماء الذي يشرب منه السكان فقطعوه عليهم ، وقاتل الهنود المسلمين قتالاً شديداً استمر سبعة أيام اقتحم المسلمون الأسوار من بعدها وفتحوا الملتان ، وكان في كل مدينة يفتحها يبني المساجد والمنابر ، حتى وصلت فتوحاته إلى حدود كشمير ، واستطاع أن يخضع السند لحكم الخلافة الإسلامية في مدة لم تتجاوز ثلاث سنين فقط .

وأصاب محمد مالاً كثيراً وعظمت فتوحاته ، فراجع الحجاج حساب نفقاته على هذه الحملة فكانت ستين ألف ألف درهم ، فحمل إليه محمد ابن القاسم ضعف هذا المبلغ ، فقال الحجاج : ( شفينا غيظنا ، وأدركنا ثأرنا ، وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس داهر ) .

لقد أنجز محمد بن القاسم الثقفي هذا الفتح كله بين سنة تسع وثمانين وسنة أربع وتسعين للهجرة ، فأي عظمة في هذا القائد ، وأي عظمة في هؤلاء الجند الفاتحين ، وأي سر في هذا الدين العظيم .


[ العودة الى قصص الغزوات | قائمة الأقسام الخاصة ]

فتـح الديبل والسـند

فتـح الديبل والسـند

(1326 مجموع الكلمات في هذا النص)
(997 قراءة) صفحة للطباعة



في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان أرسل ملك جزيرة الياقوت ( سرانديب ، سيلان) سفينة إلى الحجاج بن يوسف الثقفي أمير العراقين، محملة بالتحف والهدايا من الدر والياقوت والجواهر الثمينة والعبيد، مع نسوة ولدن في بلاده مسلمات ومات آباؤهن، وكانوا تجــاراً ، فأراد التقرب بهن إلى قطب العالم آنذاك ومحوره الخليفـة الأمـوي ، حيث أرسل إلى دار الخـلافة بدمشـق بالإضـافة إلى ما سبق تحفاً وطــرائف لا مثيل لها ، كما كان هدف النســاء المسلمات زيارة الكعبة المشرفة ، وهبت رياح عاتية فقذفت بالسفينة إلى سواحل ( الديبل ) – بلدة على ساحل ماء السند تبعد 50 كم جنوب شرق ( كرا تشي ) – حيث كان يقطـنهـا مجموعة من القراصنة فهاجموا السفينة ، وقتلوا بعض ركابها وبحارتها ، وأخذوا الباقين من النساء والرجال والأطفال أسرى ، كما سلبوا جميع التحف والأموال، فصـاحت امرأة من بين الأسرى : يا حجاج يا حجاج أغثني أغثني ، وفر بعض النـاس والتجـار من الذين كانوا على متن السفينة ، وجاء بعضهم إلى الحجاج وذكروا له ما حدث ، مع استغاثة تلك المرأة به فقال : لبيك لبيك .

فكتب الحجاج إلى داهر بن صصة ملك السند بإرجاع النساء والتحف إلى دار الخلافة ،فرد عليه داهر : إن هذه الطائفة مجموعة من اللصوص والخارجين عن سلطتنا ، وهم أشـرار أقوياء ، لا يستطيع أحد ملاحقتهم والتغلب عليهم .

فكتب الحجاج رسالة إلى الخليفة يطلب فيها الإذن بغزو السند والهند ، ولكن الوليد لم يأذن له فكرر الحجاج طلبه حتى وافق الخليفة ، فأرسل الحجاج عبد الله بن نبهان السلمي لفتح الديبل فاستشهد ، ثم أرسل بديل بن طهفة البجلي بثلاثة آلاف فاستشهد ، فحـزن الحجـاج حتى قال لمؤذنه : يا مؤذن اذكر اسم بديل كلما أقمت الأذان ، لأتذكره وآخذ بثأره .

واستأذن الحجاج الخليفة في إرسال جيش كبير ومنظم لغزو السند فوافق، فعين الحجاج محمد بن القاسم الثقفي الذي كان عمره آنذاك سبعة عشر عاماً ، وطلب من الخليفة ستة آلاف مقاتل من أشراف الشام وأبنائهم فجاءه العدد الذي طلبه .

ووصى الحجاج محمد بن القاسم قائلاً : اخرج عن طريق ( شيراز) ، واطو المنازل واحداً تلو الآخر، حتى يأخذ منك الغضب مأخذاً شديداً . وجهز الحجاج الجيش بكل ما احتاج إليه حتى الخيوط والقطن المحلوج ، وسير محمد بن القاسم ، وأمره أن يقيم بمدينة شيراز من أرض فارس كي يلتحق به جند الشام والعراق ، فتحرك ، فلما وصـل شـيراز عسكر بظاهرها .

وأمر الحجاج بجمع ما هو موجود من المنجنيقات والسهـام والرماح ووضعها في السـفن الحربية ، وعين علها قائدين من خيرة القواد ، وكتب إلى محمد بن القاسم أن ينتظر وصـول السفن إلى الديبل، وبعد استكمال الاستعدادات في شيزر ووصول ستة آلاف فارس وثلاثة آلاف بعير لحمل الأثقال والعتاد انطلق محمد بن القاسم ومعه اثنا عشر ألف مقاتل إلى الشرق حتى وصل (مكران) ، فأقام بها أياماً ، ثم توجـه منها إلى (فنزبور) ، ثم إلى (أرمائيـل) ، وهناك وصلت السفن .

ونزل ابن القاسم بعد ذلك في سواد الديبل ، وحفر الخـنادق ، ورفع الرايات والأعـلام ، ونصب المنجنيقات ، ونصب منجنيقاً يعرف بالعروس كان يعمل لتشغيله خمسـمائة رجل ، وكان في وسط الديبل معبد كبير للأصنام تتوسطه قبة عالية ترفرف عليها راية خضـراء ، وكان ارتفاع المعبد أربعين ذراعاً وسعة القبة أربعون ذراعاً وارتفاع الراية مثلها وكان للراية أربعة ألسن تتطاير في الهواء ، ودعا ابن القاسم أمير جـند منجـنيق العروس وقال له : إذا أمكنك أن تكسر رأس معبد الأصنام هذا وعمود الراية التي ترفرف فوقه أعطيتك عشرة آلاف درهم .

وفي اليوم المحدد للقتال بدأ أمير المنجنيق الرمي ، وطارت راية المعبد وبعض قاعدته ، ثم رمى الحجر الثاني فأصاب قبة المعبد فانهارت تماماً ، وفي الحجر الثالث أصبح أنقاضاً مع الأرض سواء ، ثم قرعت الطبـول في الديبل، وبدأ هجوم الجيش هجـمة واحدة ، وثلم المنجنيق سور الديبل فوصل المجاهدون إلى أعلى السور وأبراجه ، ثم فتح أهل الديبل أبواب مدينتهم وطلبوا الأمان ، فدخلها ابن القاسم واستباحها ثلاثة أيام ، وتوجه إلى السـجن الذي ضم الأسرى المسلمين فحررهم ووضع بدلاً عنهم مجموعة من قراصنة الديبل .

ثم توجه ابن القاسم إلى فتح ( نيرون ) – وموقعها الآن حيدرآباد - عبر مياه السند في ستة أيام ، وحينما وصلها أرسل حاكمها رسولين محملين بالغذاء والأعلاف ، وفتح لابن القاسم باب المدينة ، وأخذ يبيع ويشتري البضائع مع جيش المسلمين ، ودخل ابن القاسم المدينة ، وهدم معبد الأوثان ، وبنى مكانه مسجداً ، ثم سار إلى حصن ( سيوستان ) المدينة المحصنة المرتفعة ، وأراد أهل المدينة الأمان ولكن حاكم المدينة رفض بشدة واستعد للحرب ، ونصب ابن القاسم المنجنيقات وبدأ الحصار ، وحينما تيقن حاكم المـدينة من الهزيمة وضاق ذرعاً بالحصار فر ليلاً ففتحت المدينة أبوابها .

ثم سار ابن القاسم نحو حصن (سيويس) وفتحه ، ثم عاد إلى نيرون ، واتخذ قراره بعبـور نهر مهران للقاء داهر ملك السند ، وأرسل رسولين له لدعوته للطاعة فرفض ، وعندئذ تخير ابن القاسم أفضل معابر النهر وهيأ السفن لذلك ، وخلال هذه المراسلات والاستعدادات التي استمرت خمسين يوماً نفدت أرزاق المسلمين ، وقلت أعلاف الخيل والدواب ، ونفق عدد من الخيل بعد إصابتها بالجذام ، واشتكى الجيش من قلة الغذاء ، فاضطر الجند إلى أكل لحوم الخيل المريضة ، فكتب ابن القاسم رسالة للحجاج بالأوضاع فأرسل له الحجاج ألفي حصان ملكاً للمجاهدين وليست عارية مسترجعة .

ثم تجول ابن القاسم ليرى أفضل وأضيق مكان للعبور على نهر مهران، ثم أمر بإحضـار السفن وربط بعضها ببعض ليصنع منها جسراً للعبور ، وتقدمت جماعة من جند داهر وقادته ليمنعوا ابن القاسم من ربط أجزاء النهر ، ولما وصلت طلائع السفن على مقربة من الساحل الشرقي بدأ المقاتلون المسلمون برمي السهام والرماح بكثافة ، مما أدى لتراجع قوات داهر مما سهل عبور الجيش المسلم ، وفر جند داهر ، وسار ابن القاسم إلى منطقة (جيور) ، ونزل بجيشه على مقربة من نهر ( ددهاواه ) ، والتحم الجمعان من بداية الصباح وحتى المساء ثم تراجع كل إلى موضعه ، وكان عدد الفيلة ستين فيلاً وقيل مائة، وكان داهر على أكبرها ، وقد عملت في المسلمين الأفاعيل .

وظل الحال هكذا خمسة أيام ، وفي اليوم السادس غير الجيشان تنظيم صفوفهما ، وفي اليوم السابع شجع ابن القاسم رجاله وحرضهم على القتال ، وبدأت سهام المسلمين المشتعلة بالنار تتساقط على هودج داهر، ورمى أحد الرماة بسهمه فأصاب قلب الهودج وأشعل فيه النار، فعاد جيش داهر بفيله إلى الوراء وقد اشتعل بالنيران وسقط معه في الماء، وعندها وصل الفرسان المسلمون إليه وقد تشردم جيشه من حوله وحلت به الهـزيمة ، وحـاول داهر الخروج من الماء فصوب إليه أحد الرماة المسلمين المهرة سهماً فأصابه ولكنه تحامل على نفسه وتمكن من الظهور من الماء ، فتقدم منه عمرو بن خالد الكلابي فعلاه بسيفه وضرب به رأس داهر فشقه نصفين حتى الرقبة ، وتتبع المسلمون فلول جيش داهر المقتول حتى حصن ( راؤر ) ففتحوه ، ثم فتح ابن القاسم مدين ( دهليله ) ، ثم توجه إلى ( برهمناباذ) ففتحها وأعطى أهلها الأمان الذي طلبوه ، وفرض الجزية على من لم يسلم ، ثم عين البراهمة في المناصب التي تناسبهم وخصص لهم المال ، وأجلسهم في المحافل في الأماكن التي كانت مخصصة لأمراء الهند وملوكها ، وأعطى لعوام الناس الأمان في ممارسة طقوسهم الدينية .

ثم واصل محمد بن القاسم جهاده ففتح العديد من المدن بعضها صلحاً وبعضها عنوة ، وكان أهمها مدينة ( ملتان ) - وهي أعظم مدن السند الأعلى وأقوى حصونه - فامتنعت عليهم شهوراً نفدت خلالها مؤنتهم فطعموا الحمر حتى أتاهم رجل مستأمن دلهم على مدخل الماء الذي يشرب منه السكان فقطعوه عليهم ، وقاتل الهنود المسلمين قتالاً شديداً استمر سبعة أيام اقتحم المسلمون الأسوار من بعدها وفتحوا الملتان ، وكان في كل مدينة يفتحها يبني المساجد والمنابر ، حتى وصلت فتوحاته إلى حدود كشمير ، واستطاع أن يخضع السند لحكم الخلافة الإسلامية في مدة لم تتجاوز ثلاث سنين فقط .

وأصاب محمد مالاً كثيراً وعظمت فتوحاته ، فراجع الحجاج حساب نفقاته على هذه الحملة فكانت ستين ألف ألف درهم ، فحمل إليه محمد ابن القاسم ضعف هذا المبلغ ، فقال الحجاج : ( شفينا غيظنا ، وأدركنا ثأرنا ، وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس داهر ) .

لقد أنجز محمد بن القاسم الثقفي هذا الفتح كله بين سنة تسع وثمانين وسنة أربع وتسعين للهجرة ، فأي عظمة في هذا القائد ، وأي عظمة في هؤلاء الجند الفاتحين ، وأي سر في هذا الدين العظيم .


[ العودة الى قصص الغزوات | قائمة الأقسام الخاصة ]

فتـح الديبل والسـند

فتـح الديبل والسـند

(1326 مجموع الكلمات في هذا النص)
(997 قراءة) صفحة للطباعة



في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان أرسل ملك جزيرة الياقوت ( سرانديب ، سيلان) سفينة إلى الحجاج بن يوسف الثقفي أمير العراقين، محملة بالتحف والهدايا من الدر والياقوت والجواهر الثمينة والعبيد، مع نسوة ولدن في بلاده مسلمات ومات آباؤهن، وكانوا تجــاراً ، فأراد التقرب بهن إلى قطب العالم آنذاك ومحوره الخليفـة الأمـوي ، حيث أرسل إلى دار الخـلافة بدمشـق بالإضـافة إلى ما سبق تحفاً وطــرائف لا مثيل لها ، كما كان هدف النســاء المسلمات زيارة الكعبة المشرفة ، وهبت رياح عاتية فقذفت بالسفينة إلى سواحل ( الديبل ) – بلدة على ساحل ماء السند تبعد 50 كم جنوب شرق ( كرا تشي ) – حيث كان يقطـنهـا مجموعة من القراصنة فهاجموا السفينة ، وقتلوا بعض ركابها وبحارتها ، وأخذوا الباقين من النساء والرجال والأطفال أسرى ، كما سلبوا جميع التحف والأموال، فصـاحت امرأة من بين الأسرى : يا حجاج يا حجاج أغثني أغثني ، وفر بعض النـاس والتجـار من الذين كانوا على متن السفينة ، وجاء بعضهم إلى الحجاج وذكروا له ما حدث ، مع استغاثة تلك المرأة به فقال : لبيك لبيك .

فكتب الحجاج إلى داهر بن صصة ملك السند بإرجاع النساء والتحف إلى دار الخلافة ،فرد عليه داهر : إن هذه الطائفة مجموعة من اللصوص والخارجين عن سلطتنا ، وهم أشـرار أقوياء ، لا يستطيع أحد ملاحقتهم والتغلب عليهم .

فكتب الحجاج رسالة إلى الخليفة يطلب فيها الإذن بغزو السند والهند ، ولكن الوليد لم يأذن له فكرر الحجاج طلبه حتى وافق الخليفة ، فأرسل الحجاج عبد الله بن نبهان السلمي لفتح الديبل فاستشهد ، ثم أرسل بديل بن طهفة البجلي بثلاثة آلاف فاستشهد ، فحـزن الحجـاج حتى قال لمؤذنه : يا مؤذن اذكر اسم بديل كلما أقمت الأذان ، لأتذكره وآخذ بثأره .

واستأذن الحجاج الخليفة في إرسال جيش كبير ومنظم لغزو السند فوافق، فعين الحجاج محمد بن القاسم الثقفي الذي كان عمره آنذاك سبعة عشر عاماً ، وطلب من الخليفة ستة آلاف مقاتل من أشراف الشام وأبنائهم فجاءه العدد الذي طلبه .

ووصى الحجاج محمد بن القاسم قائلاً : اخرج عن طريق ( شيراز) ، واطو المنازل واحداً تلو الآخر، حتى يأخذ منك الغضب مأخذاً شديداً . وجهز الحجاج الجيش بكل ما احتاج إليه حتى الخيوط والقطن المحلوج ، وسير محمد بن القاسم ، وأمره أن يقيم بمدينة شيراز من أرض فارس كي يلتحق به جند الشام والعراق ، فتحرك ، فلما وصـل شـيراز عسكر بظاهرها .

وأمر الحجاج بجمع ما هو موجود من المنجنيقات والسهـام والرماح ووضعها في السـفن الحربية ، وعين علها قائدين من خيرة القواد ، وكتب إلى محمد بن القاسم أن ينتظر وصـول السفن إلى الديبل، وبعد استكمال الاستعدادات في شيزر ووصول ستة آلاف فارس وثلاثة آلاف بعير لحمل الأثقال والعتاد انطلق محمد بن القاسم ومعه اثنا عشر ألف مقاتل إلى الشرق حتى وصل (مكران) ، فأقام بها أياماً ، ثم توجـه منها إلى (فنزبور) ، ثم إلى (أرمائيـل) ، وهناك وصلت السفن .

ونزل ابن القاسم بعد ذلك في سواد الديبل ، وحفر الخـنادق ، ورفع الرايات والأعـلام ، ونصب المنجنيقات ، ونصب منجنيقاً يعرف بالعروس كان يعمل لتشغيله خمسـمائة رجل ، وكان في وسط الديبل معبد كبير للأصنام تتوسطه قبة عالية ترفرف عليها راية خضـراء ، وكان ارتفاع المعبد أربعين ذراعاً وسعة القبة أربعون ذراعاً وارتفاع الراية مثلها وكان للراية أربعة ألسن تتطاير في الهواء ، ودعا ابن القاسم أمير جـند منجـنيق العروس وقال له : إذا أمكنك أن تكسر رأس معبد الأصنام هذا وعمود الراية التي ترفرف فوقه أعطيتك عشرة آلاف درهم .

وفي اليوم المحدد للقتال بدأ أمير المنجنيق الرمي ، وطارت راية المعبد وبعض قاعدته ، ثم رمى الحجر الثاني فأصاب قبة المعبد فانهارت تماماً ، وفي الحجر الثالث أصبح أنقاضاً مع الأرض سواء ، ثم قرعت الطبـول في الديبل، وبدأ هجوم الجيش هجـمة واحدة ، وثلم المنجنيق سور الديبل فوصل المجاهدون إلى أعلى السور وأبراجه ، ثم فتح أهل الديبل أبواب مدينتهم وطلبوا الأمان ، فدخلها ابن القاسم واستباحها ثلاثة أيام ، وتوجه إلى السـجن الذي ضم الأسرى المسلمين فحررهم ووضع بدلاً عنهم مجموعة من قراصنة الديبل .

ثم توجه ابن القاسم إلى فتح ( نيرون ) – وموقعها الآن حيدرآباد - عبر مياه السند في ستة أيام ، وحينما وصلها أرسل حاكمها رسولين محملين بالغذاء والأعلاف ، وفتح لابن القاسم باب المدينة ، وأخذ يبيع ويشتري البضائع مع جيش المسلمين ، ودخل ابن القاسم المدينة ، وهدم معبد الأوثان ، وبنى مكانه مسجداً ، ثم سار إلى حصن ( سيوستان ) المدينة المحصنة المرتفعة ، وأراد أهل المدينة الأمان ولكن حاكم المدينة رفض بشدة واستعد للحرب ، ونصب ابن القاسم المنجنيقات وبدأ الحصار ، وحينما تيقن حاكم المـدينة من الهزيمة وضاق ذرعاً بالحصار فر ليلاً ففتحت المدينة أبوابها .

ثم سار ابن القاسم نحو حصن (سيويس) وفتحه ، ثم عاد إلى نيرون ، واتخذ قراره بعبـور نهر مهران للقاء داهر ملك السند ، وأرسل رسولين له لدعوته للطاعة فرفض ، وعندئذ تخير ابن القاسم أفضل معابر النهر وهيأ السفن لذلك ، وخلال هذه المراسلات والاستعدادات التي استمرت خمسين يوماً نفدت أرزاق المسلمين ، وقلت أعلاف الخيل والدواب ، ونفق عدد من الخيل بعد إصابتها بالجذام ، واشتكى الجيش من قلة الغذاء ، فاضطر الجند إلى أكل لحوم الخيل المريضة ، فكتب ابن القاسم رسالة للحجاج بالأوضاع فأرسل له الحجاج ألفي حصان ملكاً للمجاهدين وليست عارية مسترجعة .

ثم تجول ابن القاسم ليرى أفضل وأضيق مكان للعبور على نهر مهران، ثم أمر بإحضـار السفن وربط بعضها ببعض ليصنع منها جسراً للعبور ، وتقدمت جماعة من جند داهر وقادته ليمنعوا ابن القاسم من ربط أجزاء النهر ، ولما وصلت طلائع السفن على مقربة من الساحل الشرقي بدأ المقاتلون المسلمون برمي السهام والرماح بكثافة ، مما أدى لتراجع قوات داهر مما سهل عبور الجيش المسلم ، وفر جند داهر ، وسار ابن القاسم إلى منطقة (جيور) ، ونزل بجيشه على مقربة من نهر ( ددهاواه ) ، والتحم الجمعان من بداية الصباح وحتى المساء ثم تراجع كل إلى موضعه ، وكان عدد الفيلة ستين فيلاً وقيل مائة، وكان داهر على أكبرها ، وقد عملت في المسلمين الأفاعيل .

وظل الحال هكذا خمسة أيام ، وفي اليوم السادس غير الجيشان تنظيم صفوفهما ، وفي اليوم السابع شجع ابن القاسم رجاله وحرضهم على القتال ، وبدأت سهام المسلمين المشتعلة بالنار تتساقط على هودج داهر، ورمى أحد الرماة بسهمه فأصاب قلب الهودج وأشعل فيه النار، فعاد جيش داهر بفيله إلى الوراء وقد اشتعل بالنيران وسقط معه في الماء، وعندها وصل الفرسان المسلمون إليه وقد تشردم جيشه من حوله وحلت به الهـزيمة ، وحـاول داهر الخروج من الماء فصوب إليه أحد الرماة المسلمين المهرة سهماً فأصابه ولكنه تحامل على نفسه وتمكن من الظهور من الماء ، فتقدم منه عمرو بن خالد الكلابي فعلاه بسيفه وضرب به رأس داهر فشقه نصفين حتى الرقبة ، وتتبع المسلمون فلول جيش داهر المقتول حتى حصن ( راؤر ) ففتحوه ، ثم فتح ابن القاسم مدين ( دهليله ) ، ثم توجه إلى ( برهمناباذ) ففتحها وأعطى أهلها الأمان الذي طلبوه ، وفرض الجزية على من لم يسلم ، ثم عين البراهمة في المناصب التي تناسبهم وخصص لهم المال ، وأجلسهم في المحافل في الأماكن التي كانت مخصصة لأمراء الهند وملوكها ، وأعطى لعوام الناس الأمان في ممارسة طقوسهم الدينية .

ثم واصل محمد بن القاسم جهاده ففتح العديد من المدن بعضها صلحاً وبعضها عنوة ، وكان أهمها مدينة ( ملتان ) - وهي أعظم مدن السند الأعلى وأقوى حصونه - فامتنعت عليهم شهوراً نفدت خلالها مؤنتهم فطعموا الحمر حتى أتاهم رجل مستأمن دلهم على مدخل الماء الذي يشرب منه السكان فقطعوه عليهم ، وقاتل الهنود المسلمين قتالاً شديداً استمر سبعة أيام اقتحم المسلمون الأسوار من بعدها وفتحوا الملتان ، وكان في كل مدينة يفتحها يبني المساجد والمنابر ، حتى وصلت فتوحاته إلى حدود كشمير ، واستطاع أن يخضع السند لحكم الخلافة الإسلامية في مدة لم تتجاوز ثلاث سنين فقط .

وأصاب محمد مالاً كثيراً وعظمت فتوحاته ، فراجع الحجاج حساب نفقاته على هذه الحملة فكانت ستين ألف ألف درهم ، فحمل إليه محمد ابن القاسم ضعف هذا المبلغ ، فقال الحجاج : ( شفينا غيظنا ، وأدركنا ثأرنا ، وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس داهر ) .

لقد أنجز محمد بن القاسم الثقفي هذا الفتح كله بين سنة تسع وثمانين وسنة أربع وتسعين للهجرة ، فأي عظمة في هذا القائد ، وأي عظمة في هؤلاء الجند الفاتحين ، وأي سر في هذا الدين العظيم .


[ العودة الى قصص الغزوات | قائمة الأقسام الخاصة ]

تثبيت الله تعالى لعباده المؤمنين

تثبيت الله تعالى لعباده المؤمنين



يقول الله تبارك وتعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) إبراهيم/27 .

قال ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا ... الآية ) هو لا إله إلا الله . وروى النسائي عن البراء قال : قال ( يثبت الله الذين آمنوا ... الآية ) نزلت في عذاب القبر ، يقال : ربي الله وديني دين محمد ، فذلك قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا ... الآية ) .

المعنى الإجمالي للآية الكريمة : يتصل المعنى الإجمالي للآية الكريمة بتثبيت الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين في الحياة الدنيا وفي الحياة اللآخرة ، على الطريق المستقيم ، وعلى عقيدة التوحيد ، كما يتصل هذا المعنى بنفي ذلك التثبيت عن الظالمين الكافرين ، بسبب ظلمهم وكفرهم ، وبعدهم عن الحق وجريهم وراء شهوات النفس ووساوس الشيطان ، وصدهم عن السبيل القويم ، ومعاداتهم لأصحاب الصراط المستقيم .

تثبيت الله تعالى لعباده المؤمنين في الدنيا :

التثبيت في الحياة الدنيا له معنيان :

المعنى الأول : التثبيت في القبر عند سؤال الملكين ، أخرج ابن أبي شيبة عن البراء بن عازب أن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أُقعد المؤمن في قبره أتاه آت ثم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فذلك قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) . وقد قال القفال وجماعته : في الحياة الدنيا ، أي في القبر ، لأن الموتى في الدنيا إلى أن يبعثوا ، وحكاه الماوردي عن البراء قال : المراد بالحياة الدنيا المساءلة في القبر ، وبالآخرة المساءلة في القيامة . ( الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 9/238 ) .

والمعنى الثاني : يتصل هذا المعنى بالتثبيت على الإيمان والإسلام والتقوى والاستقامة وفعل الخير والصلاح والمعروف ، ويتصل كذلك بتوفيق الله تعالى لعباده الصالحين وتأييدهم ، ونصرتهم وإعزازهم ، وتقويتهم على القول الثابت والإيمان الراسخ والاعتقاد الجازم والتسليم المطلق لأحكام الله تعالى وأوامره وتوجيهاته . وقد أورد القرطبي في كتابه ( الجامع لأحكام القرآن ) بأن معنى ( يثبت الله ) يديمهم الله على القول الثابت ، ومنه قول عبد الله بن رواحة :

يثبت الله ما آتاك من حسن تثبيت موسى ونصراً كالذي نُصرا

وهذا المعنى له ما يؤيده ويعضده من نصوص الكتاب العزيز : ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) ، وقوله تعالى : ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) وقوله تعالى : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) .

وقوله تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .

تثبيت الله تعالى لعباده المؤمنين في الآخرة :

عن البراء بن عازب قال : المراد بالحياة الدنيا المساءلة في القبر ، وبالآخرة المساءلة في القيامة .

فالتثبيت في الدنيا كما ذكرت ذلك قبل قليل هو التثبيت عند سؤال الملكين في القبر ، والتثبيت على الحق والتقوى والصلاح في حياة المؤمن في دنياه . أما التثبيت في الآخرة فهو تثبيت المؤمن يوم القيامة عندما يسأل عن أعماله وأفعاله ، وعن شبابه وعمره ، وعن ماله وممتلكاته ، وعن واجباته نحو نفسه ونحو غيره ومحيطه ، وعن مختلف تصرفاته وأحواله وشؤونه التي تعلق بها التكليف الشرعي الإسلامي ، أمراً ونهياً ، فعلاً وتركاً ، فالمؤمن يثبت ويصمد - بتوفيق الله تعالى ومشيئته - يوم القيامة وفي القبر ، وفي حياة البرزخ كلها ، ويبعث الله تعالى فيه الطمأنينة والأمن والثبات ، وذلك لما قدم في حياته من عمل الصالحات ، ومن ملازمة الاعتقاد الراسخ الصحيح ، ومن فعل للأحكام الشرعية الثابتة بالكتاب والسنة ، ومن اقتداء بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وسننه الصحيحة ، بلا زيادة ولا ابتداع ، وبلا تنقيص ولا تحريف ، وإنما باتباع منهج السلف الصالح ، وعمل أهل السنة والجماعة .

انتفاء الثبات عن الظالمين :

المراد بالظالمين هنا الكفار ، لأنهم ظلموا أنفسهم ، وكفروا بآيات الله تعالى ، وبدلوا القول الثابت والإيمان الصحيح بما أملته عليهم عقولهم المنحرفة ، وشهواتهم الفاسدة .

فالظالمون أو الكافرون لا يثبتون على الطريق الجاد ، ولا يطمئنون في الدنيا والآخرة ، وإنما يدركون العذاب الأليم والحسرة والندامة في الآخرة وفي القبر ، كما يعيشون حياة الشقاوة والحيرة والاضطراب في الدنيا ، وذلك بسبب غيهم وفسادهم وبعدهم عن طريق الهداية والصلاح . أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن الكافر إذا حضره الموت تنزل عليه الملائكة عليهم السلام يضربون وجهه ودبره ، فإذا دخل قبره أقعد فقيل له : من ربك ؟ لم يُرجع إليهم شيئاً وأنساه الله تعالى ذكر ذلك ، وإذا قيل له من الرسول الذي بعث إليك ؟ لم يهتد له ولم يُرجع إليهم شيئاً ، فذلك قوله تعالى : ( ويضل الله الظالمين ) .

جميع الأمور بيد الله تعالى : كل الأمور والأحوال بيد الله تعالى : ( ويفعل الله ما يشاء ) ، من عذاب قوم وإضلال قوم ، فالله تبارك وتعالى بيده الهداية والإضلال ، بيده الخير والشر ، بيده النفع والضر ، بحسب سننه وآياته ، وبحسب استعداد النفوس وقبولها لكل من فعل الخير والشر .

نسأل الله عز وجل أن يثبتنا على الطريق المستقيم والمنهج القويم في عاجل الأمر وآجله ، في الدنيا والآخرة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



بقلم نور الدين مختار الخادمي

مجلة الدعوة العدد 1774 ، صفحة 74.

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

حرب الردة

حروب الردة

(1250 مجموع الكلمات في هذا النص)
(1388 قراءة) صفحة للطباعة



1- ردة أهل البحرين:

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي إلى ملك البحرين المنذر بن ساوى فأسلم على يديه، وأقام العلاء فيهم الإسلام والعدل، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي المنذر بعده بقليل فارتد أهل البحرين، وملكوا عليهم المغرور، وهوالمنذر بن النعمان بن المنذر، وقال قائلهم: لوكان محمد نبياًمامات، ولم يبق في البحرين بلدة على الثبات سوى قرية:"جواثا"، وحاصر المرتدون مسلمي جواثا وضيقوا عليهم، حتى منعواعنهم الأقوات وجاع المسلمون جوعاً شديداً .

وكان قد قام في جواثا رجل من أشرافهم، وهو الجارود بن المعلى، خطيباً وقد جمعهم فقال: يامعشر عبدالقيس، إني سائلكم عن أمر فأخبروني إن علمتموه، ولا تُجيبوني إن لم تعلموه، فقالوا:سل، قال: أتعلمون أنه كان لله أنبياء قبل محمد؟ قالوا:نعم، قال: تعلمونه أم ترونه؟ قالوا: نعلمه، قال: فما فعلوا؟ قالوا: ماتوا، قال: فإن محمد صلى الله عليه وسلم مات كما ماتوا، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فقالوا: ونحن أيضاً نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأنت أفضلنا وسيدنا، وثبتوا على إسلامهم، وتركوا بقية الناس فيما هم فيه.

وبعث أبو بكر الصديق رضي الله عنه العلاء بن الحضرمي لقتال أهل الردة في البحرين، فلما دنا منها جاء إليه ثمامة بن أثال في حشد كبير، وجاء بعض أُمراء تلك النواحي رفداً إلى جيش العلاء، ولما اقترب من المرتدين وحشودهم الضخمة نزل ونزلوا، وباتوا متجاورين في المنازل، فبينما المسلمون في الليل إذ سمع العلاء أصواتاً عالية في جيش المرتدين، فقال: من رجل يكشف لنا خبر هؤلاء؟ فقام عبد الله بن حذف، ودنا من خندقهم فأخذوه، وكانت أمه عجلية، فجعل ينادي: يا أبجراه، فجاء أبجر بن بجير فعرفه، فقال: ما شأنك؟ قال: علام أُقتل وحولي عسكر من عجل وتيم اللات وغيرها؟ فخلصه، فقال له: والله إني لأظنك بئس ابن أخت أتيت الليلة أخوالك، فقال: دعني من هذا وأطعمني، فقد مت جوعاً، فقرب له طعاماً فأكل، ثم قال:زودني واحملني،يقول هذا والرجل قد غلب عليه السُكُر، فحمله على بعير وزوده وجوزه. وجد عبد الله بن حذف المرتدين سكارى لا يعقلون من الشراب فرجع إلى العلاء فأخبره، فركب العلاء من فوره بجيشه، وانقض على المرتدين فقتلوهم،إلا قسم استطاع الفرار والهرب.
وغنم المسلمون جميع أموالهم وأثقالهم، فكانت غنيمة عظيمة.

2- ردة أهل عُمان:

ظهر في عُمان رجل يقال له: ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي، وكان يُضاهي في الجاهلية الجُلندى، فادعى النبوة، وتابعه الجهلة من أهل عُمان، فقهر جيفراً وعبداً، وألجأهما إلى الجبال، فبعث جيفر إلى الصديق رضي الله عنه فأخبره الخبر، وطلب مدداً فبعث رضي الله عنه بأميرين: حذيفة بن محصن، وعرفجة البارقي الأزدي، حذيفة إلى عُمان، وعرفجة إلى مهرة، وأمرهما أن يجتمعا ويتفقا ويبتدئا بعُمان وحذيفة هو الأمير فإذا ساروا إلى بلاد مهرة فعرفجة الأمير.

ثم أمر الصديق رضي الله عنه - بعد قهر مسيلمة ومقتله - عكرمة بن أبي جهل أن يلحق بحذيفة وعرفجة إلى عُمان، ، ثم كتب الصديق إلى حذيفة وعرفجة أن ينتهيا إلى رأي عكرمة بعد الفراغ من المسير من عُمان أو المقام بها.فلحق عكرمة بحذيفة وعرفجة قبل أن يصلا إلى عُمان، فساروا جميعاً فلما اقتربوا من عُمان راسلوا جيفراً من مكان يُسمى "رجاماً"، وبلغ لقيط بن مالك مجيء الجيش فعسكر في جموعه بِدَبَا، وجعل الذراري والأموال وراء ظهورهم، واجتمع جيفر وعبد بمكان يقال له صُحار فعسكرا به، وبعثا إلى أُمراء الصديق فقدمواعلى المسلمين، قتقابل الجيشان هناك، وتقاتلوا قتالاً شديداً، وجاء المسلمين في الساعة المناسبة مَدَدٌ من بني ناجية وعبد القيس فقتل من المرتدين عشرة آلاف مقاتل، وتم النصر للمسلمين والقضاء على المرتدين في عُمان.

3- ردة أهل مَهْرَة:

سار عكرمة بالمسلمين إلى بلاد مهرة، فوجد أهلها جُندين، على أحدهما - وهم الكثرة - أمير يقال له: المصبح أحد بني محارب، وعلى الآخر الجند الآخرين أمير يقال له: شخريت، وهما مختلفان، وكان هذا الاختلاف رحمة على المؤمنين، فراسل عكرمة شخريتاً فأجابه، وانضاف بقواته إلى عكرمة، وتمادى المُصَبح على طغيانه، مغتراً بكثرة من معه ومخالفته لشخريت، فسار إليه عكرمة ومن معه، فاقتتلوا مع المصبَّح أشد من قتال دَبَا، وتم النصر للمسلمين، وقتل المصبح وفر من كان معه.

4- ردة أهل اليمامة :

قال مسيلمة لأتباعه وقومه قبيل المعركة الفاصلة بينه وبين المسلمين: اليوم يوم الغيرة، اليوم إن هزمتم تُستنكح النساء سبيات، وينكحن غير حظيات، فقاتلوا عن أحسابكم وأمنعوا نسائكم.

وتقدم خالد رضي الله عنه بالمسلمين حتى نزل بهم على كثيب يُشرف على اليمامة فضرب به عسكره، وقدم رايته مع زيد بن الخطاب، وراية المُهاجرين مع سالم مولى أبي حُذيفة، وهو على الميمنة، وعلى الميسرة شجاع بن وهب، وعلى الخيل البراء بن مالك ثم عزله واستعمل عليهاأسامة بن زيد ، وقاتل البراء راجلاً، ثم أعاده خالد على قيادة الخيل فصنع الأعاجيب.وكانت راية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس، والعرب على راياتها.

وكانت الصدمة الأولى في المعركة عنيفة قاسية، انهزم الأعراب خلالها، حتى دخلت بنو حنيفة خيمة خالد، وهموا بقتل أم تميم زوجته. وتنادى كبار الصحابة وقال ثابت بن قيس بن شماس: بئس ما عودتم أقرانكم، و نادوا من كل جانب: أخلصنا يا خالد، فخلصت ثلة من المهاجرين والأنصار، وصار البراء بن معرور كالأسد الثائر، وقاتلت بنو حنيفة قتالاً لم يعهد مثله، وجعلت الصحابة يتواصون بينهم ويقولون: يا أصحاب سورة البقرة، بَطُلَ السحر اليوم، وحفر ثابت بن قيس لقدميه في الأرض إلى أنصاف ساقيه، وهو حامل لواء الأنصار بعد ما تحنط وتكفن فلم يزل ثابتاً حتى استشهد رضي الله عنه.

وقال المهاجرون لسالم مولى أبي حذيفة: أتخشى أن نُؤتي من قِبَلَك؟ فقال: بئس حامل القرآن أنا إذاً. وقال زيد بن الخطاب: أيها الناس، عضوا على أضراسكم واضربوا في عدوكم وامضوا قُدُماً،وقال: والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله أو ألقى الله فأُكلمه بحجتي، فقتل شهيداً رضي الله عنه.

وحمل خالد بن الوليد رضي الله عنه حتى اخترق صفوف المرتدين ووصل قُبالة مسيلمة، وجعل يترقب أن يصل إليه فيقتله ثم رجع، ثم وقف بين الصفين ودعا للمبارزة،ثم نادى بِشعار المسلمين، وكان شعارهم يومئذ: يا محَّمداه، وجعل لا يبرز إليه أحد من المرتدين إلا قتله، ولا يدنو منه شيء إلا صرعه،واقترب خالد رضي الله عنه من مسيلمة، وعرض عليه النصف والرجوع إلى الحق فأبى، فانصرف عنه خالد وعزل الأعراب عن المهاجرين والأنصار، وجعل كل قبيلة على رايتها يقاتلون تحتها، حتى يعرف الناس من أين يُؤتون، وصبرت الصحابة في هذا الموطن صبراً لم يعهد مثله، ولم يزالوا يتقدمون إلى نحور عدوهم حتى فتح الله عليهم وولى المرتدون الأدبار.

وتبع المسلمون المرتدين يقتلون منهم وهم مدبرون، ويضعون السيوف في رقابهم حيث شاؤوا، حتى ألجؤوهم إلى حديقة الموت، وقد أشار عليهم محكم بن الطفيل بدخلوها، فدخلوها وفيها مسيلمة، وأدرك عبد الرحمن بن أبي بكر محكم بن الطفيل فرماه بسهم في عنقه وهو يخطب فقتله، وقال قائل: يا أبا ثمامة، أين ما كنت وعدتنا؟ فقال أبو ثمامة - أي مسيلمة -: أما الدين فلا دين،ولكن قاتلواعن أحسابكم، فاستيقن القوم أنهم كانوا على غيرشيئ.وأغلقت بنو حنيفة الحديقة عليهم، وأحاط بهم الصحابة.

وقال البراء بن مالك:يامعشر المسلمين ألقوني عليهم في الحديقة،فاحتملوه فوق التروس، ورفعوها بالرماح حتى ألقوه عليهم،فلم يزل يقاتلهم دون بابها حتى فتحه، ودخل المسلمون الحديقة من الباب الذي فتحه البراء، وفتح الذين دخلوا الأبواب الأخرى، وحوصر المرتدون وأدركوا أنها القاضية لا محالة.

ووصل المسلمون في الحديقة إلى مسيلمة، وإذا هو واقف في ثلمة جدار كأنه جمل أورق، يخرج الزبدُ من شدقيه من غيظه وحرج موقفه وانهيار بنيان زعامته، فتقدم وحشي بن حرب مولى جبير بن مطعم - قاتل حمزة رضي الله عنه - فرماه بحربته فأصابه، وخرجت من الجانب الآخر، وسارع إليه أبو دجانة سماك بن خرشة فضربه بالسيف فسقط فنادت امرأة من قصر مسيلمة: واأمير الوضاءة قتله العبد الأسود (أي وحشي).

يقول وحشي: فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة، خرجت معهم، وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة، فلما التقى الناس، رأيت مسيلمة الكذاب قائماً في يده السيف وما أعرفه، فتهيأت له، وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى، كلانا يُريده، فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه، فوقعت فيه، وشد عليه الأنصاري - عبد الله بن زيد - بالسيف فربُك أعلم أينا قتله، فإن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قتلت شر الناس.


[ العودة الى قصص الغزوات | قائمة الأقسام الخاصة ]

الأحد، 5 ديسمبر 2010

الخميس، 2 ديسمبر 2010

فيديو برنامج من وصايا الرسول بجودة عالية « موقع الشعراوى للصوتيات والمرئيات

كيف اخترع – بولس – المسيحية ، وهدم النصرانية

كيف اخترع – بولس – المسيحية ، وهدم النصرانية



الصفحة الرئيسية صفحة المؤلفات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هداني إلى الإسلام بعد أن عشت حوالي أربعين عاما في شرك دين المسيحية أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخاتم الأنبياء وسيد المرسلين ، وأشهد أن المسيح عيسى بن مريم ( المدعو/ يسوع) هو عبد الله ورسوله إلى بني إسرائيل .

- ومن أعجب ما في كتاب النصارى – رسائل بولس – التي تتخذها كل طائفة من المسيحيين ذريعة لكي تنفصل عن الطوائف الأخرى وتكفرها وتحاربها ، لأن هذه الرسائل فيها كلام متضارب ومتناقض – وأقول للمسيحيين أن هذه الرسائل هي سبب ضلالهم وانحرافهم عن الدين الأصلي إلى ( المسيحية ) التي اخترعها لهم بولس ، وذلك باعتراف كتابهم ( المقدس ) عندهم

- وبعد دراستي للرسائل ، وجدت أن ما يقوله المسيحيون الآن في عبادتهم للمسيح – لم يجرؤ بولس أو كتبه الأناجيل على قوله – مثل :

1. لم يذكر بولس أبدا أن المسيح هو الله ، بل جعله دائما ( رب) – بعد ( الله ) – الأب

2. ولم يذكر أبدا – أن الله – والمسيح – واحد .

3. ولم يذكر أبدا أن المسيح – يساوي الله في الجوهر .

4. ولم يذكر أبدا الثالوث ( الله – المسيح – الروح ) معا – أو حتى لفظة التثليث .

5. كل الرسائل البولسية تعترف أن ( الله ) الأب – هو الأعظم والأول والخالق والمانح والفاعل والقادر .. الخ – ومن بعده يأتي المسيح ( الابن ) المفعول به والذي يأخذ من الأب دائما .

6. لم يذكر بولس أو غيره من التلاميذ – ما يعتقده النصارى في (مريم) إذ جعلوها أم الاههم وأم ربهم ، ويدعونها ( أم النور ) إشارة إلى هذه العقيدة . و ( النور ) يقصدون به ( الله ) – لقد رضع بولس حجر أساس المسيحية ، فقام البطاركة والرهبان ببناء عشرات المباني فوق هذا الحجر

- قصة حياة بولس

- كما جاء ذكرها في كتابهم ( أعمال الرسل ) ويقصدون بهم – تلاميذ المسيح – يحكي هذا الكتاب

في ( أعمال 9 ) أن بولس كان اسمه في الأصل ( شاول ) وكان جنديا يهوديا متعصبا يحارب ويقتل الذين آمنوا برسالة المسيح – وذلك بعد اصعاد المسيح بسنوات .

- ثم أخذ من رئيس كهنة اليهود في أورشليم- إلى جماعات اليهود في دمشق لكي يساعدوه في القبض عل كل نصراني هرب إلى دمشق ( وقصة هؤلاء النصارى الهاربين إلى دمشق لم يذكرها سوى ( إنجيل برنابا ) ) . ( لاحظ أن اليهود كانوا تحت الاحتلال الروماني ؟ فمن أين لكهنتهم و لبولس هذه السلطة ) – وفي الطريق إلى دمشق أبرق حول بولس وجنوده – نور من السماء ،فسقط على الأرض وسمع صوت ( يسوع ) يدعوه للإيمان . هذه القصة مذكورة في نفس الكتاب ( أعمال )

ثلاث مرات والثلاث قصص متضاربة:

القصة الأولى في ( أعمال 9 ) أن الرجال الذين كانوا مع شاول ( بولس ) وقفوا صامتين يسمعون الصوت ولم يروا شيئا . وأمره الصوت أن يدخل دمشق حيث سيعرف ما يفعله . وظل هناك أعمى – ثلاثة أيام .

القصة الثانية في ( أعمال 22 ) تقول أن الرجال لم يسمعوا الصوت ولكنهم رأوا النور وارتعبوا .

القصة الثالثة ( أعمال 26) من لمعان النور سقط شاول على الأرض هو وجميع من معه ، وأمره الصوت قائلا ( الآن أرسلك إلى الشعب لتفتح عيونهم ليرجعوا إلى الله ) فذهب إلى دمشق وأورشليم وأمرهم أن يتوبوا إلى الله ؟؟؟

- ونتابع القصة الأولى : دخل ( شاول ) إلى دمشق وهو أعمى ، وبعد 3 أيام جاءه ( تلميذ ) اسمه ( حنانيا ) وصلى عليه فشفاه ، وتم تعميده ( تنصيره ) فخرج في الحال يبشر بدين المسيحية ويطوف على معابد اليهود في دمشق ؟؟ . هكذا في لحظة انقلب عدو النصرانية إلى عالم في دين النصرانية ؟ والكلام يوحي بأن دمشق مليئة بمعابد اليهود ؟

- ثم تشاور اليهود لكي يقتلوه ، فقام النصارى بتهريبه إلى أورشليم . وهناك خاف من تلاميذ المسيح بسبب ماضيه الأسود ، فأخذه ( برنابا ) صاحب الإنجيل المرفوض من النصارى ، وجاء به إلى التلاميذ وشرح لهم قصته فقبلوه ، فكان يخرج مع التلاميذ ويكلم اليونانيين عن المسيح ( مع أن البلاد كانت تحت الاحتلال الروماني ) فحاول اليونانيون قتله ؟ فأخذه النصارى وهربوه إلى بلد – ( قيصرية ) . ثم أرسلوا إليه ( برنابا ) فأخذه إلى ( إنطاكية ) وهناك اخترع لهم شاول اسم ( المسيحيين ) أي الذين يعبدون المسيح . ثم انتقل من بلد إلى أخرى حتى قابل ( والي) اسمه ( بولس ) فأعجبه الاسم ، ودعا نفسه ( بولس ) ( أعمال 13 : 7 – 9 ) .

أما عن جنسيته فقد قال ( بولس ) عن نفسه أنه ( روماني ) ( أعمال 16 : 37 ) ثم قال أنه يهودي من بلدة ( طرسوس ) في آسيا الصغرى ؟ ( أعمال 21 : 39 ) ثم عاد وقال أنه روماني ( أعمال 22 : 25 ) ثم عاد وقال أنه يهودي ( فريسى ) أي من علماء رجال الدين المتصوفين ( أعمال 23 : 6 )

ثم ذهب إلى بلدة ( أيقونية ) في آسيا الصغرى وهناك اخترع لهم الكنائس والقساوسة والأساقفة ( رؤساء الكهنة ) ( أعمال 14: 13 & 20: 28 )

ثم ابتدأ فجأة يهاجم كل من يحافظ على العمل بشريعة الله للنبي موسى عليه السلام ، وخاصة الختان ( أعمال 15: 2) ، في بلدة ( إنطاكية ) التي أسس فيها النصرانية ،حيث تشاجر مع اليهود الذين تنصروا قبل ذلك على يديه ، وعاد إلى أورشليم مع ( برنابا ) حيث أقنع ( تلاميذ المسيح ) ألا يثقلوا على المؤمنين الجدد بحفظ كل شريعة التوراة ، وأن يكتفوا بتحريم الأصنام وما ذُبح لها وأكل الميتة والدم والزنا ، ثم تشاجر (بولس ) مع ( برنابا ) وافترقا ،

ثم ابتدأ ( بولس ) ينافق كل طائفة حسب عقيدتها، فقام بختان تابعه ( تيموثاؤس ) لينافق اليهود ( بعد أن كان يحارب الختان ) ( أعمال 16 ) ولا أدري هل كان يكشف على الناس ليتأكد من أنهم مختونين ؟ . ثم نافق عبدة الأصنام في أثينا ( أعمال 17 ) وقال مثل قولهم ( نحن ذرية الله ) ؟ ورأى صنما مكتوبا عليه ( إله مجهول ) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله ؟؟

وفي تركيا ( كورنتوس- أفسس ) ( أعمال 18، 19) – وجد أن تلاميذ( يوحنا ) ( يحيى بن زكريا ) سبقوه إلى هناك وعلموا الناس الدين ، وقالوا لبولس ( لم نسمع عن الروح القدس ) فأخذهم وعلَّمهم بدعته الجديدة في الدين عن ( تأليه الروح القدس) و ( التعميد ) أي التنصير .

وعاد إلى ( أورشليم ) حيث هاجمه تلاميذ المسيح لأنه يُعلِّم الناس أن يتركوا العمل بشرائع التوراة ، وأمره التلاميذ أن يظهر أمام اليهود وهو ينفذ شريعة موسى ( أعمال 21: 17 ) ومع ذلك قبض عليه اليهود أثناء دخوله هيكل سليمان ، وسلموه إلى ( الوالي ) لمحاكمته وهنا يذكر ( شيعة الناصريين ) أي النصارى ، ويقول أن ( بولس ) هو قائدها ( أعمال 26 ) و ( الوالي ) يتهمه بالهذيان ( أعمال 26: 24 ) ثم يرسله إلى ( الملك ) في ( روما ) لمحاكمته وهناك عاش سنتين مع اليهود ( أعمال 28: 17 ) مع أن نفس الكتاب ذكر أن الملك طرد كل اليهود من ( روما ) قبل هذه الحادثة بفترة ( أعمال 18: 2 )

وهناك قال آخر كلماته لليهود { اعلموا أن خلاص الله قد أرسل إلى الأمم ( أي الشعوب الغير يهودية ) وهم سيسمعون ( أي يؤمنون بالله )} وذكر تاريخ النصارى أن ( بولس ) تم قتله بالسيف في روما

ونأتي إلى رسائل بولس وقد لاحظت فيها أنه :

1. حين يكلم اليهود يمدحهم ويمدح التوراة ، وحين يكلم اليونانيين يهاجم اليهود ويهاجم التوراة . وسوف أعطي مثالا على ذلك في آخر هذا الدرس

2. حين يتكلم عن ( الله ) ، يذكر من بعده ( المسيح ) مشيرا إلى أنه ( درجة ثانية ) بعد الله . واليكم المثال

تلخيص كلام ( بولس )- عن الله ثم عن المسيح – في كتابهم ( أعمال الرسل ) ( أي التلاميذ )

1. أن الله : أقام المسيح مخلصا لبني إسرائيل ( أعمال 13: 23 ) أي ليس مخلصا للعالم كله كما يدعي النصارى . ثم عاد ( بولس ) وقال عن نفسه أن الله أقامه هو شخصيا مخلصا لليهود ( أعمال 13: 47)

2. أن الله – عين الإنسان يسوع – لكي يقدم الإيمان بالله للناس ( أي يدعوهم لعبادة الله ) ويشرح لهم كل شئ عن الإيمان ( أعمال 17: 3)

3. أن الله – سوف يدين الناس بالعدل – بالإنسان يسوع المسيح ؟؟ ولعله كان يقصد أن الله سوف يجازي الذين عاصروا دعوة المسيح على أساس الإيمان وأنه عبد الله وليس أكثر من ذلك ، أو أن المحرفون حشروا كلاما متضاربا أو أنه كان يهذي ( أعمال 17: 31)

4. المسيح هو أول من يقوم من الأموات ( يعني في يوم القيامة ) ( أعمال 26 ) أي أنه خاضع لسلطان الله في كل المخلوقات .

ولننتقل إلى بعض رسائل بولس لنرى كيف كان يعرض للناس الإيمان بالله ومعه بدعته عن عبادة المسيح :

تلخيص كلام ( بولس ) عن الله – ثم عن المسيح – في رسالته الى يهود روما ( رومية )

1. الله عين المسيح ( في منصب ) ابن الله – باقامته من الأموات ؟ ( رومية 1: 4)

2. قسم العبودية – بين – الله ( الأب ) والرب ( يسوع ) ولم يذكر ( الروح القدس ) ( رومية 1: 7)

3. قال – إن الشكر لله – بيسوع المسيح ؟ ( رومية 1: 8)

4. وأن العبادة لله – في إنجيل ( ابنه ) يسوع المسيح ؟ ( رومية 1: 9 )

5. وأن قوة الله للخلاص – هي إنجيل المسيح ( 1: 16)

6. بر الله ؟ ثم إعلانه في الإنجيل – وظهور الإيمان بيسوع المسيح ؟ ( 1: 17)

7. الله يتبرر ؟؟ بالإيمان ليسوع المسيح ( 3: 26)

8. الله يدين الناس – بيسوع – حسب إنجيل بولس ؟ ( أين هو ؟؟ ) ( 2: 16)

9. الله قدم المسيح كفارة عن البشر ولم يشفق عليه ؟ ( 3: 25) ، (8 : 32)

10.نؤمن بالله – الذي أقام المسيح من الموت ( 4: 24)

11.الله يعادي البشرية كلها بسبب خطيئة آدم ، والمسيح يصالح البشرية مع الله ( 5: 1- 10)

12.المسيح بار ( عبر ) ويطيع الله ( 5: 18- 19)

13.المسيح يحكي لنا لله ؟ ( 6: 9، 10 )

14. البشر – أحياء لله – بيسوع ؟ ( 6: 11 )

15.البشر أبدلوا مجد الله الذي لا يغني – بشبه صورة الإنسان الذي يغني(23:1)

{ إذا تكون عقيدة المسيحية كلها شرك وكفر بالله }

16.الله يحيى الناس – كما أقام المسيح من الموت – بروح الله ( 8: 11 )

17.البشر يصرخون إلى الله – بواسطة روح الله – قائلين ( يا أبا الآب ) ؟؟؟ ( 8: 15 ) . { هكذا جعلوا ( للآب) أبا – أي- جدا ( للمسيح )؟؟ }

18.البشر يرثون الله – مع المسيح ؟؟ ( 8: 17 )

19.المسيح والروح القدس – يشفعان للمسيحيين – أمام الله ( 8: 27 ، 8: 34 )

20.المسيح – كائن – إلها ؟؟ ( 9: 5 )

21.الإيمان في القلب – بالله – الذي أقام المسيح من الموت ، والاعتراف بالفم بالرب يسوع – هما أساس الخلاص ( أي النجاة من جهنم )( 10: 9 )

22.الله – له السلطان وحده ( 13: 1 )

23.الله – له التمجيد وحده ( 15: 5 )

24.المسيح خادم ( الختان ) أي خادم شرع الله ( 15: 8 )

ملخص ما قاله بولس في رسالته إلى اليهود ( رسالة العبرانيين )

1. الله – أرسل الأنبياء- ثم أرسل المسيح ( رسالة بولس إلى العبرانيين 1: 1)

2. الله – خلق العالمين – بالمسيح ؟؟ ( 1: 2)

3. الله – جعل المسيح وارثا لكل شيء ؟ ( 1: 2)

4. الله – هو اله المسيح ( 1: 9)

5. الله – هو خالق المسيح والمؤمنون ( 2: 11)

6. الله – جعل المسيح مثل موسى ( أينبيا ) وهو خالق الكل ( 3: 2-4)

7. الله – مجد المسيح بأن جعله مثل هارون ( رئيس كهنة )( 5: 5)

8. الله – أنقذ المسيح من الموت على أيدي اليهود – بعد أن صرخ المسيح لله القادر أن يخلصه من الموت ، وصرخ المسيح صراخا شديدا بدموع وقدم طلبات وتضرعات حار فأنقذه الله لأن المسيح يتقي الله ( عبرانيين 5: 7)

9. الله – جعل المسيح – رئيس كهنة على رتبة ( ملكى صادق ) { الذي كان ملكا لمدينة ( شاليم ) أيام إبراهيم عليه السلام } ( 6: 20)

10. الله – أقسم للمسيح أن يجعله كاهنا إلى الأبد ؟؟(5: 6، 7: 21)

11. الله هو ديان الجميع ، والمسيح وسيط بين الله والناس ( 12: 23 )

12. الله يعين الناس على العمل الصالح – كما فعل مع المسيح ( 13: 21)

13. الله – اله السلام – أقام المسيح من الموت ( 13: 20)

14. المسيح – جلس في يمين العظمة ( يمين عرش الله ) ( 1: 3)، ( 8: 1)

15. المسيح صار أعظم من الملائكة ( 1: 4) ، الله وضع المسيح أقل من الملائكة قليلا ( 2:9)

16. المسيح ورث اسما أفضل من الملائكة (1: 4) ؟؟؟ ( لم يخبرنا ورث ممن )

17. المسيح له شركاء – وهو أفضل منهم بأمر الله ( 1: 9)

18. المسيح – ذاق الموت – بنعمة الله ( 2: 9)

19. المسيح صار رئيس كهنة أمينا فيما لله ( أي أمينا في تبليغ رسالة الله للناس ) كما كان موسى ( 3: 1-2)

20. المسيح – رئيس كهنة – مجرب من الشيطان – مثل المؤمنين برسالته ( 4: 15)

21. المسيح – خادم الأقداس – في السماء ؟؟ ( 8: 2)

22. المسيح يظهر الآن أمام الله لأجل أتباعه ؟ ( 9: 24)

23. المسيح يفعل مشيئة الله ( أي يخضع لله ) ( 7: 10-9)

24. المسيح في السماء الآن ينتظر حتى ينصره الله على أعدائه ؟ ( 1: 13)

25. المسيح هو رئيس إيمان المسيحيين – ومكمله – لذلك احتمل الصليب والخزى – فجلس في يمين عرش الله ( 12: 2)

26. المسيحيين – شركاء المسيح ( 3: 14) وشركاء الروح القدس ( 6: 4)

ملاحظات عامة على كلام بولس عن الله – ثم عن المسيح

1. يتضح من رسائله أنه يوجد فرق كبير بين الله – الخالق – وبين المسيح المحتاج لعطية الله

2. لم ينكر بولس أي صفة من صفات الله وحده لا شريك له ، ولم يجرؤ على إضافة صفات الله – للمسيح – أو العكس

3. القارئ لمسائل بولس – يجد كلمتي ( يسوع المسيح ) محشورتان ( زيادة ) عمدا بعد الكلام عن الله – مثال في (رسالة تيطس ) يقول : ( بولس عبد الله – ورسول يسوع المسيح ) و ( ننتظر ظهور مجد الله العظيم – ومخلصنا يسوع المسيح ) – و ( الله الذي سكب علينا رحمته بغنى – بيسوع المسيح ... ) . وهكذا .

4. كل كلامه عن الله – لا يشمل المسيح في نفس المضمون ، ولو جاء ( الله ) ثم ( المسيح ) في جملة واحدة فإنه يبدأ بالله – ولا يفعل العكس أبدا

5. في كلامه عن الله – لا يعطيه صفات البشر ، ثم حين يذكر المسيح يعطيه كل صفات البشر

6. ويجعل المسيح دائما خاضعا لله – ومفعول به – يأخذ من الله ويحتاج لله ... الخ

7. حاول بولس جاهدا أن يجعل المسيح ( ربا ) درجة ثانية بعد الله – فجعله :

أ‌- عن يمين عرش الله ( لم يجرؤ أن يقول أنه عل عرش الله )

ب‌- يأخذ من الله سلطات واسعة ( لم يجرؤ أن يقول أنه له سلطان من ذاته )

ت‌- الله يخلق بالمسيح – وللمسيح ؟ كلام غير مفهوم .

ث‌- الله – عين المسيح ابنا له - ؟ كأنه ( في منصب) مثل الوزارة

ج‌- المسيح وسيط بين الله والناس .. وغيرها . والله لا يحتاج وساطة

8. دائما يذكر الله أولا . ثم من بعده المسيح أو الروح القدس – ويجعلهما في مكانة أقل من الله ( شفعاء )

9. وكذلك ذكر أن المسيح والروح يخضعان لسلطان الله ، ويرسلهما الله ...

أما شهادة نفاق بولس – فتظهر في :

( أ ) بولس يمدح اليهود والتوراة في رسالته إلى يهود روما ( رومية ) فقال لهم :

1. إن خلاص الله – ومجد الله – لليهودي أولا ثم لليوناني من بعده – لأنه ليس عند الله محاباة ؟ ( 1: 16 )

2. الذين يعملون بالناموس ( ينفذون وصايا التوراة ) يصيرون أبرارا ( يدخلون الجنة ) ( 2: 12 )

3. الإيمان يثبت بالناموس ( أي بالعمل بشريعة التوراة ) ( 3: 31 )

4. الناموس مقدس ووصاياه مقدسة وعادلة وصالحة ( 7: 13 )

5. اليهود لهم عند الله التبنِّي والمجد والعهود والتشريع والعبادة ولهم الأنبياء ومنهم المسيح ( 9: 3 ) ( ويقصد أنهم أبناء الله )

( ب ) وحين خاطب الغير يهود ( مثل : رسالة أهل غلاطية ) أخذ يذم اليهود والتوراة فقال :

1. بأعمال الناموس لا يتبرر أي إنسان أمام الله ( 2: 16)، ( 3: 11) عكس ( رومية 2: 3)

2. ملعون من يكون تحت مظلة الناموس ( أي يؤمن بالتوراة ويعمل بها ) ( 3: 10 )

3. الناموس ليس من الإيمان ( 3: 12 )

4. الناموس جاء زيادة ( بلا فائدة ) لأجل التعديات ( 3: 19 )

5. المسيح لا ينفع المختون ؟ ( 5: 2 ) { مع أن المسيح تم ختانه } و بولس يحرض الناس على ترك الختان ( 6: 12 )

6. إن الذي ينفذ وصايا الله في التوراة فقد تكبَّر على المسيح ( 5: 4 )

7. بولس يشتم أهل هذه البلد ( غلاطية ) لأنهم يؤمنون بضرورة تنفيذ وصايا الله في التوراة ( 3: 1-2 )

أما العبادات المسيحية التي أسسها بولس – فلا يوجد لها مثيل في الأناجيل الأربعة ولم يتبعها المسيحيون بل اخترعوا لأنفسهم لكل طائفة ما يعجبها ..

1. إخترع لهم اسم ( المسيحيين ) أي ( عابدي المسيح ) – والكنيسة ( أعمال 11: 26 ) والعجيب أن من يتابع كتاب ( أعمال ) سيجد أن بولس لم يدخل أي كنيسة – ولا تلاميذ المسيح .

2. اخترع لهم نظام القساوسة – وألغى النظام القديم ( المشايخ ) ( أعمال 14: 23 )،( أعمال 15: 6 )

3. اخترع ( الأساقفة ) أي رؤساء الكهنة بدلا من ( الشيوخ ) ( أعمال 20: 28)

4. طلب من المسيحيين ألا يخالطوا الزاني والسكِّير منهم فقط ، وألا يفعلوا ذلك مع الذين لم يتنصروا ( رسالة كورنثوس الأولى 10: 16 )

5. يشجع على الرهبنة ( وهي نظام يهودي ) في ( كورنثوس الأولى 7: 1-8 ) عكس كلامه في رسالة ( تيموثاؤس الأولى 4 ) حيث يحرض الرجل على أن يعتزل زوجته ولا يمسها ( فلماذا تزوج إذاً )

6. يحرض على زواج المؤمنين والمؤمنات – من الكافرات والكافرين (كورنثوس الأولى 7: 12 )

7. يؤيد انفصال الزوج عن زوجته ( أي الطلاق ) ويحلل زواج الرجل المنفصل ( المطلق ) وتعدد الزوجات وهذا عكس الكلام المنسوب للمسيح في الأناجيل تماما (كورنثوس الأولى 7: 27 )

8. كأس الخمر في الكنيسة هو شركة دم المسيح ، والخبز هو شركة جسد المسيح ( وليسا دم وجسد المسيح ) (كورنثوس الأولى 10: 16 )

9. المرأة تغطي رأسها في الصلاة فقط – لأجل الملائكة ؟؟ والتي لا تفعل يُقَص شعرها (كورنثوس الأولى 11: 15 )

10. في عشاء الرب ( الخبز والخمر في الكنيسة ) واحد يجوع والآخر يسكر ؟ ( كورنثوس الأولى 11: 10 )

11. ترتيب الكنيسة : الرسل ( التلاميذ ) ثم الأنبياء ؟ ثم معلمين ثم قوات ؟؟ ثم مواهب شفاء ثم أعوان وتدابير وأنواع ألسنة ؟؟ ( كورنثوس الأولى 12: 28)

12. العماء لأجل الأموات ( الذين ماتوا بدون تنصير ) ؟ (كورنثوس الأولى 15: 29 )

13. اخترع رسم الصليب داخل الكنيسة ( رسالة غلاطية 3: 1 )

14. اخترع عبادة الصليب ( غلاطية 6: 14 ) ، ( فيليبى 3: 18 )

15. اخترع نظام الشمامسة ( رسالة فيليبى 1: 1 )

16. ألغى الصوم والأعياد ( يدعوها : عبادة الملائكة وعبادة نافلة ليس لها قيمة ) ( رسالة كولوس 2: 6- 20 )

17. الأسقف : ( رئيس الكهنة ) يكون زوج امرأة واحدة ( دليل انتشار وشرعية تعدد الزوجات في ذلك الوقت ) غير مدمن الخمر ( أي يشرب قليلا ) صاحيا – له أولاد . ( الآن : كلهم رهبان )

18. الشماس ( مساعد الكاهن ) يكون ذو وقار – غير مولع بالخمر الكثير ( يشرب ولا يسكر ) زوج امرأة واحدة ( دليل شرعية التعدد ) ويدبر بيته وأولاده حسنا ( الآن : كلهم أطفال ) ( تيموثاؤس الأولى 3: 8 ) غير مدمن الخمر ( أي يشرب قليلا ) صاحيا ( رسالة تيموثاؤس الأولى 3: 1 ) .

19. يهاجم الصوم الذي يصومه المسيحيون الآن ، ويهاجم الرهبنة ( لأنها كانت عبادات يهودية ) ويصف من يفعل ذلك بأنهم شياطين ضالين ومضلين ( تيموثاؤس الأولى 4: 1 )

20. اخترع وضع أيدي المشيخة ( القساوسة ) على الناس لأجل إعطائهم البركة ( رسالة تيموثاؤس الأولى 4: 14)

21. الخمر يعالج أمراض المعدة والأسقام الكثيرة ؟؟ (تيموثاؤس الأولى 5: 23 ) ومع كذبه هذا – فالمسيحيون يؤمنون أن هذا الكلام هو وحي من ربهم ؟

22. الشيخ ( وكيل الله ) أي البطرك – يكون بلا لوم ، زوج امرأة واحدة وله منها أولاد مؤمنين ، وليس عليه شكوى في الخلاعة وغير مدمن الخمر ( رسالة تيطس ) ، لاحظ أنه دائما لا ينكر شرب الخمر بل يشترط عدم الإدمان فقط .
هكذا عزيزي القارئ

كل هذا الذي قاله بولس – وأكثر من هذا – في رسائله التي يؤمن المسيحيين إيمانا جازما أنها كتبها بولس بالوحي المباشر من معبودهم الثالث ( الروح القدس ) بدون وسيط ؟

ومع ذلك لم يعملوا بما فيها لا يوافق عقيدة الرهبان والبطاركة ؟

وكذلك فعلوا بالأناجيل . وهذا موضوع آخر

أما قولي ( المسيحيين ) رغم أن لفظ ( النصارى ) هو الأصل وموجود في كتابهم – إلا أنهم بالفعل يعبدون المسيح وحده ولا يعبدون الله الذي نعبده نحن المسلمون .

وإذا سألت أحدهم هل أنت نصراني – لقال لك فوراً : لا بل هم يكرهون هذا الاسم لأنه جاء في القرآن .

حقا : ليس بعد الكفر ذنب .

والي كتاب جديد

والسلام عليكم ورحمة الله

أعلي الصفحة

يسوع الناصري ظهر له ملاك من السماء ليقويه

يسوع الناصري ظهر له ملاك من السماء ليقويه !!!

ان مما يستغرب ويعجب منه المسلم أن النصارى في صلواتهم وأدعيتهم يلجأون ويتضرعون إلى يسوع الناصري طالبين منه القوة والمعونة والمدد وفي المقابل نجد أن الانجيل يحكي أن يسوع الناصري لما نزل به الخوف والضعف ظهر له ملاك من السماء ليقويه ويشد من أزره !!!

هذا ما يقوله لوقا في إنجيله : (( ثُمَّ انْطَلَقَ وَذَهَبَ كَعَادَتِهِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ التَّلاَمِيذُ أَيْضاً. 40وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى الْمَكَانِ، قَالَ لَهُمْ: صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ 41وَابْتَعَدَ عَنْهُمْ مَسَافَةً تُقَارِبُ رَمْيَةَ حَجَرٍ، وَرَكَعَ يُصَلِّي 42قَائِلاً : يَاأَبِي، إِنْ شِئْتَ أَبْعِدْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ، لِتَكُنْ لاَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَتُكَ. وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ ليقويه. وَإِذْ كَانَ فِي صِرَاعٍ، أَخَذَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ إِلْحَاحٍ؛ حَتَّى إِنَّ عَرَقَهُ صَارَ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. )) [ لوقا 22 : 43 ]

فلماذا هذا الكفر بالله سبحانه وتعالى يا معاشر النصارى ؟ تتركون دعاء الله سبحانه وتعالى وتتجهون للمسيح المخلوق الضعيف ؟

ألم يقل يسوع الناصري : (( أنا لا أقدر أن أفعل شيئاً من نفسي )) [ يوحنا 5 : 30 ] . إن اللاشيء هو اللاشيء . إن يسوع ليست لديه القدرة على أن يفعل شيئاً بقدرته الذاتية . وقد نسب اليه قوله : (( دُفِعَ إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض )) [ متى 28 : 18 ] أي ان القدرة على فعل المعجزة ليست نابعة من المسيح ، ولكنها مدفوعة له من الله العلي القدير ( الذي أرسل المسيح ) . ولا شك أن الدافع هو غير المدفوع له .

ويزعم النصارى ان المسيح عبارة عن لاهوت اتحد بناسوت فصارا بالاتحاد شيئاً واحداً ، وإذا كان كذلك فلمن كان ظهور الملاك من السماء ؟

فإن قالوا ان الملاك ظهر ليقوي الناسوت ، أبطلوا الاتحاد إذ لم يبق ناسوت متميز عن لاهوت حتى يفتقر إلى التقوية والنصرة ، ثم ظهور الملاك من السماء لتقوية الناسوت يشعر بضعف اللاهوت عن تقوية الناسوت المتحد به حتى احتاج إلى التقوية ، وكيف يحتاج الإله إلى عبد من عبيده ليقويه وكل عباد الله إنما قوتهم بالله وحده ؟!!

أليس يسوع المسيح هو ابن الله المتجسد على الأرض فما حاجته لملاك مخلوق من السماء ليقويه ؟! أليس الأولى ان يقوي الجزء اللاهوتي فيه الجزء الناسوتي ؟!

أليس المتجسد على الأرض هو رب الأرباب وملك الملوك المساوي للآب في الجوهر ولاهوته لم يفارق ناسوته طرفة عين كما يقول الأرثوذكس ؟! فما حاجته لملاك مخلوق من السماء ليقويه ؟!!

أم ان القول بأن المسيح هو الله المتجسد هو افتراء واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ؟!

ثم ان كان المسيح بهذا الاتحاد المزعوم تصيبه عوارض البشر من الجوع والعطش والنوم والبكاء والحزن والخوف وغير ذلك فلا معنى لهذا الاتحاد ، فقد صار الاتحاد المنسوب للمسيح مجرد تسمية ساذجة عن المعنى .

هذا ويقول الله سبحانه وتعالى عن المسيح عيسى عليه السلام : (( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )) [ المائدة: 75 ]

َقَالَ بَعْض الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْله : " كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَام " إِنَّهُ كِنَايَة عَنْ الْغَائِط وَالْبَوْل لأنه من كان يأكل الطعام لا بد له ان يخرج الفضلات ويتبول وبالتالي لقد كان المسيح عليه السلام يدخل الي الاماكن القذرة كالحمام ليقوم بهذه العملية وهذا يلزم ان يكون الله جل جلاله في هذه الاماكن القذرة والعياذ بالله وهذا لازم من أبطل اللوازم ومعلوم ان بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم .

ثم لا يخفى عليك أيها القارىء الفطن ما في هذا القول من دلالة مفحمة ، فهل الذي يتناول الطعام والشراب ويتبول ويتغوط يكون في مستوى إله متحد معه !!؟

والآن طبقاً للكتاب المقدس هل الله العظيم يكون إنسان ؟

إليك - أيها القارىء الكريم - بعض النصوص الواردة في الكتاب المقدس الواضحة الدلالة بأن الله سبحانه وتعالى لا يكون إنساناً :

1 ) ورد في سفر أخبار الأيام الثاني 6 : 18 عن الله : (( لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقّاً مَعَ الإِنْسَانِ عَلَى الأَرْضِ؟ إِنْ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ بَلِ السَّمَاوَاتُ الْعُلَى لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَحْرَى هَذَا الْهَيْكَلُ الَّذِي بَنَيْتُ! ))

2 ) وورد في سفر الملوك الأول 8 : 28 عن الله أيضاً : (( هل يسكن الله حقاً على الأرض؟ هو ذا السموات وسماء السموات لا تسعك )) وفي العدد 39 نجد : (( فاسمع أنت من السماء مكان سكناك ))

3 ) و جاء في سفر العدد 23 : 19 : (( ليس الله انسانا ))

4 ) وفي سفر هوشع 11 : 9 نجد قول الرب : (( لأني الله لا إنسان ، أنا القدوس ))

5 ) وفي سفر الخروج 33 : 20 نجد قول الرب لموسى : (( لا تقدر أن ترى وجهي لأن الانسان لا يراني ويعيش )) فإذا كان الانسان لا يستطيع أن يرى الله ويعيش فكيف الحال إذا ادعى مدع ان الله حل بإنسان ؟

6 ) وجاء في سفر صموئيل الأول 15 : 29 قوله عن الله : (( لأنه ليس إنساناً ليندم ))

7 ) وورد في سفر أيوب 9 : 32 قوله عن الله : (( لأنه ليس هو إنساناً مثلي فأجاوبه ))

8 ) والمدهش أن كتاب النصارى المقدس يحكي أن الله لا يتغير [ ملاخي 3 : 6 ] ، فإذا كان الرب لا يتغير فكيف آمن النصارى بأنه صار انساناً وأخلى نفسه كما يقول مؤسس المسيحية بولس ؟!

9 ) ثم أن الرب نفسه وضح في الكتاب المقدس بأن الاعتراف بأن إنسانا هو الله يعتبر تجديفا وكفراً [ تثنية 13 : 6_10 ]

ونقول للنصارى جدلاً :

انكم تزعمون ان الله حل بالعليقة وهي الشجرة التي خاطب منها الله موسى [ خروج 3 : 4 ] . . فهل يلزم من هذا الحلول أن نعبد العليقة ؟ بالطبع لا . .

وتقولون ان الله حل في الجبل وهو مسكن الرب كما جاء في المزمور [ 68 : 16]. . . فهل يلزم من هذا ان نعبد الجبل ؟ بالطبع لا . .

وتقولون ان الله حل بالمسيح . . فهل يلزم من هذا ان نعبد المسيح ؟ بالطبع لا . .

اذن القضية محسومة معكم . . ولا يمكن ان يعبد المسيح وان يكون هو الله بأي وجه من الوجوه . .

ونستخلص من نص إنجيل لوقا السابق ذكره الآتي :

( أ ) إذا كان أقنوم الابن متحداً بالمسيح وحالاً فيه فأي حاجة بعد ذلك لنزول الملك لتقوية المسيح .

( ب ) إذا كان المسيح يحتاج إلى تقوية من ذلك الملك فكيف يكون إلهاً ، وهو يفتقر إلى هذه التقوية من الملك .

( ج ) إذا كان هناك حلول من الله في المسيح فكيف احتاج المسيح إلى تقوية من الملك? لأن القول بهذه القضية يعني أن الملك كان أقوى من الله الحال في المسيح ، ولذلك نجح الملك في تقوية المسيح .

والخلاصة :

يتضح عدم سلامة أو استقامة القول بحلول الرب في المسيح بل هو باطل من اساسه .

ملاحظة :

من المعلوم ان الله جل جلاله كامل منزه عن النقائص ومن المعلوم ان اللوازم الباطلة محالة في حق الله الكامل ، فالله مثلاً لا يكذب ولا يظلم ولا ينام ولا ينسى ولا يندم ولا يموت .. الخ والمسيحيون يقرون بأن قداسة الله مطلقة وغير محدوده و ان أي خطية لا يمكن أن تظهر في محضره باعتبار مقامه الالهي السامي وقداسته وجلاله . فكيف إذن آمن المسيحيون بتجسده وتعليقه على الصليب وتحمله الآم الصليب . فأي خطايا أعظم من هذه في حق مقام الاله السامي وقداسته وجلاله ؟ .

إبليس يتسلط على يسوع الناصري 40 يوما :

يذكر كاتب إنجيل متى في الاصحاح الرابع من إنجيله ابتداء من الفقرة الأولى حكاية تجربة إبليس للمسيح والتي جاء فيها : أن إبليس كان يقود المسيح إلي حيث شاء فينقاد له . فتارة يقوده إلي المدينة المقدسة و يوقفه على جناح الهيكل وتارة يأخذه إلي جبل عال جداً . . . الخ

ونحن نسأل :

كيف يقبل عاقل سلمت فطرته على اعتقاد أن رب السموات والأرض تبارك وتعالى كان في جسد المسيح وكان هذا الجسد بهذه الحاله مع ابليس ؟!!

لقد حكمتم يا نصارى بإيمانكم هذا بأن الإله الخالق الحال في الجسد قد سحبه الشيطان ، وردده وجرت عليه أحكامه !

وقد كتب متى في [ 4 : 8 ] : ان إبليس أخذ المسيح إلي قمة جبل عال جداً ، وأراه جميع ممالك العالم ، وقال له : (( أعطيك هذه كلها إن جثوت وسجدت لي ! ))

فكيف يطمع إبليس في أن يسجد له وأن يخضع له من فيه روح اللاهوت . . . ؟ !

ومن العجب أن الشيطان لا يبقى ويثبت مع وجود الملك ، فكيف يطمع ويثبت فيمن يعتقد ربوبيته و أنه صورة الله ؟

وقد كتب متى أيضاً في [ 12 : 14 ] ومرقس في [ 3 : 6 ] أن الفريسيين تشاوروا على المسيح لكي يقتلوه ، فلما علم يسوع انصرف من مكانه . . . وكتب يوحنا في [ 11 : 53 ] : أن اليهود لما قرروا قتل المسيح فمن ذلك اليوم لم يعد المسيح يتجول بينهم جهاراً ، بل ذهب إلى مدينة اسمها أفرايم . . .

ولا يخفى عليك أيها القارىء الكريم من خلال هذين النصين أن انصراف المسيح كان هرباً من اليهود ، وأن رب العالمين حسب اعتقاد المسيحيين كان في جسد المسيح . . . فكيف يليق بخالق السموات والارض أنه كان في جسد وكان هذا الجسد يتجنب اليهود من مدينة إلى مدينة هرباً منهم !!

كيف يقبل الناس في القرن الحادي والعشرين _ عصر الحضارة والتطور والعلم والمدنية كما يقولون _ أن رب الارباب كان بهذه الصورة وكانت هذه أحواله مع هذا الجسد ؟!!

هل ينزل رب العالمين من عليائه ويحل في جسد بشري و أن هذا الجسد يساق من قبل اليهود ليحاكم ويلاقي أشد أنواع الاهانة والتحقير من ضرب وجلد وبصق واستهزاء كل ذلك ورب العالمين مالك الملك في هذا الجسد حسبما يؤمن المسيحيون ؟!

ويح أمة اتخذت نبيها إلهاً ، ووصفته بأنه جبار السموات والارض ، ثم تصفه بالذل و الهوان والضعف والاستسلام لأضعف خلقه ، وهم اليهود ، فأصبح هذا الاله الذي خلق الكون بما فيه وخلق كل البشر أسيرا مع هذا الجسد وأي إهانة أعظم من جعل الإله اللامحدود في جسد محدود ؟!

ألم يقل الكتاب : (( هل يسكن الله حقاً على الأرض؟ هو ذا السموات وسماء السموات لا تسعك )) ملوك الأول 8 : 28

ألم يقل الكتاب عن الرب : (( فاسمع أنت من السماء مكان سكناك )) ملوك الأول 8 : 39

فهل ترضي يا مسيحي أن يكون لك رباً نزل إلى الارض ليعيش ويمتزج برحم إمرأة كانت تأكل ، وتشرب ، وتبول ، وتتغوط ثم خرج من فرجها في صورة طفل يبكي ويحبو ويرضع ويتبول على نفسه، وتمر عليه سائر أطوار ومستلزمات الطفولة ثم يعامل معاملة المجرمين الخارجين عن القانون على أيدي اليهود القذرين ؟!

سبحانك ربنا لا إله إلا أنت نستغفرك، ونتوب إليك، ونعتذر لك عن كل ما لا يليق بك . .

إننا نقول للمبشرين إذا كان المسيح إلهاً لقيامه بالمعجزات فكان الواجب أن ينسبها لنفسه ، أما وقد ذكرت اناجيلكم أن عيسى كان ينسبها إلى الله فهذا يبطل زعمكم بألوهيته فقد كان المسيح قبل أن يقوم بالمعجزه يتوجه ببصره نحو السماء ويطلب الله ويشكره طبقاً لما جاء في إنجيل يوحنا [ 11 : 41 ] وإليك النص : (( وَرَفَعَ يَسُوع عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ : أَيُّهَا الآبُ ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ دَوْماً تَسْمَعُ لِي. وَلكِنِّي قُلْتُ هَذَا لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ))

ان قيام المسيح بأن رفع نظره نحو السماء هو فعل منافي للألوهية لأن هذا الفعل يأتيه الإنسان عادة عندما يطلب الإمداد السماوي من الله وهذا لا يتفق أبداً مع كون المسيح صورة الله وان الاب متحد معه ، كما يزعم المسيحيون .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

متى وُلد يسوع ابن مريم عليه السلام ؟؟

متى وُلد يسوع ابن مريم عليه السلام ؟؟


هل وُلِدَ فى السابع من يناير أم فى الرابع والعشرين من ديسمبر ??

فقد وُلِدَ عند متى فى زمن هيرودس أى قبل سنة (4) قبل الميلاد (متى 2: 1)، أما عند لوقا فقد وُلِدَ وقت الإكتتاب العام فى زمن كيرينيوس والى سوريا أى ليس قبل (6 أو 7) بعد الميلاد (لوقا 2: 2).

يقول قاموس الكتاب المقدس الألمانى (صفحة 592): إن هيروس أنتيباس الذى كان يحكم عقب وفاة أبيه (من 4 قبل الميلاد إلى 39 بعد الميلاد) هو الذى كان يسمى “هيرودس الملك” أو “رئيس الربع”. وهو الذى أمر بقطع رقبة يوحنا المعمدان. إذن لم يكن هيرودس قد مات حتى يرجع عيسى عليه السلام وأمه من مصر! فكيف رجع إلى مصر وهيرودس لم يكن قد مات بعد؟

يؤخذ فى الاعتبار أنه وُلِدَ عند لوقا فى سنة الإكتتاب ، الذى بدأ عام 27 قبل الميلاد فى جالين واستغرق 40 عاماً على الأقل ، وسرعان ما انتشر فى الأقاليم الأخرى. ومن المحتمل أن تزامن هذا الإكتتاب فى سوريا كان فى عامى (12-11) قبل الميلاد. وعلى ذلك يكون وقت الإكتتاب قد حدث قبل ولادة عيسى عليه السلام بعدة سنوات ، يقدرها البعض ب 15 سنة وليس بعد ولادته كما ذكر لوقا. مع الأخذ فى الاعتبار أنه بين السنوات (9-6) قبل الميلاد تدلنا المصادر القديمة والعملات المعدنية أنه كان هناك حاكماً يُدعَى ساتورنينوس وعقبه ?اروس.

يختلف النصارى فيما بينهم على موعد ميلاد عيسى عليه السلام ، ولو أتى كتاب الأناجيل وحى من الله لكان قد حلَّ هذه المشكلة ومشاكل كثيرة أخرى! فيتفق الكاثوليك والبروتستانت على ميلاده فى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر ، ويقول الأرثوذكس إن مولده كان فى السابع من يناير.

وفى الواقع فإن ميلاد عيسى عليه السلام لم يتم فى أى من هذين الشهرين لقول لوقا: (ومان فى تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم) لوقا 2: 8 . فهذان الشهران من شهور الشتاء الباردة التى تغطى فيها الثلوج تلال أرض فلسطين، فماذا كان يفعل الرعاة بغنمهم ليلاً فى هذا الجو مع وجود الثلوج ، وانعدام الكلأ؟

يقول الأسقف بارنز: (غالباً لا يوجد أساس للعقيدة القائلة بأن يوم 25 ديسمبر كان بالفعل يوم ميلاد المسيح ، وإذا ما تدبرنا قصة لوقا التى تشير إلى ترقب الرعاة فى الحقول قريباً من بيت لحم ، فإن ميلاد المسيح لم يكن ليحدث فى الشتاء ، حينما تنخفض درجة الحرارة ليلاً ، وتغطى الثلوج أرض اليهودية .. .. ويبدو أن عيد ميلادنا قد اتفق عليه بعد جدل كثير ومناقشات طويلة حوالى عام 300 م)

وتذكر دائرة المعارف البريطانية فى طبعتها الخامسة عشر من المجلد الخامس فى الصفحات (642-643) ما يلى: (لم يقتنع أحد مطلقاً بتعيين يوم أو سنة لميلاد المسيح ، ولكن حينما صمم آباء الكنيسة فى عام 340 م على تحديد تاريخ للاحتفال بالعيد اختاروا بحكمة يوم الانقلاب الشمسى فى الشتاء الذى استقر فى أذهان الناس ، وكان أعظم أعيادهم أهمية ، ونظراً إلى التغييرات التى حدثت فى التقاويم تغير وقت الانقلاب الشمسى وتاريخ عيد الميلاد بأيام قليلة).

وورد فى دائرة معارف شامبرز: (أن الناس كانوا فى كثير من البلاد يعتبرون الانقلاب الشمسى فى الشتاء يوم ميلاد الشمس ، وفى روما كان يوم 25 ديسمبر يُحْتَفَل فيه بعيد وثنى قومى ، ولم تستطع الكنيسة أن تلغى هذا العيد الشعبى ، بل باركته كعيد قومى لشمس البر).
ويقول “بيك” أحد علماء تفسير الكتاب المقدس: (لم يكن ميعاد ولادة المسيح هو شهر ديسمبر على الإطلاق ، فعيد الميلاد عندنا قد بدأ التعارف عليه أخيراً فى الغرب).

وأخيراً نذكر أقوى الأدلة كلها عن الدكتور ( چون د. أفيز) فى كتابه “قاموس الكتاب المقدس” تحت كلمة (سنة): إن البلح ينضج فى الشهر اليهودى (أيلول).

وشهر أيلول هذا يطابق عندنا شهر أغسطس أو سبتمبر كما يقول “بيك” فى صفحة 117 من كتاب (تفسير الكتاب المقدس).

ويقول دكتور “بيك” فى مناقشة ( چون ستيوارت) لمدونة من معبد أنجورا وعبارة وردت فى مصنف صينى قديم يتحدث عن رواية وصول الإنجيل للصين سنة 25-28 ميلادية ، حيث حدد ميلاد عيسى عليه السلام فى عام 8 قبل الميلاد فى شهر سبتمبر أو أكتوبر ، وحدد وقت الصلب فى يوم الأربعاء عام 24 ميلادية.

ويشير دكتور ( چون ريفنز) إلى ذلك قائلاً: (إن حقيقة إرشاد السيدة مريم العذراء إلى نبع كما ورد فى القرآن الكريم لتشرب منه إلى أن ميلاد المسيح قد حدث فعلاً فى شهر أغسطس أو سبتمبر وليس فى ديسمبر حيث يكون الجو بارد كالثلج فى كورة اليهودية ، وحيث لا رُطَب فوق النخيل ، حتى تهز جذع النخلة فتتساقط عليها رطبا جنيَّا).

هذا وكثرة النخيل فى منطقة بيت لحم واضحة فى الإنجيل فى الإصحاح الأول من سفر القضاة ، وبذلك يكون حمل السيدة مريم بدأ فى نوفمبر أو ديسمبر ولم يبدأ فى مارس أو إبريل كما يريد مؤرخو الكنيسة أن يلزموا الناس باعتقاده.

الصفحة الرئيسية للشبكة . النصرانية والتنصير . الماسونية وبناتهما . مركز البيع الإلكتروني . مركز التنوير الإسلامي

موقع الأستاذ أبو إسلام أحمد عبد الله . المكتبة المجانية .المكتبة الصوتية . استراحة الشاي . سجل الزوار . غرفة البال توك

http://www.webadh.com/

السبت، 6 نوفمبر 2010

الشيخ الشعراوي يجيب علي بعض الاسئلة بطرقة جميلة جدا

الشيخ الشعراوي حقيقة الجن والاستعانه بهم

الشيخ الشعراوي قضية المرأة من قصة شعيب عليه السلام

الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

الإعجاز العلمي في القرآن والسنة



شبهات وردود


أسئلة وأجوبة حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل

هل أشار القرآن الكريم للنظرية النسبية؟

بما أن القرآن قد نزله الله تبياناً لكل شيء فنحن نؤكد وبشدة أن كل شيء مذكور في القرآن. ولعل من الإشارات اللطيفة لهذه النظرية هي قوله تعالى: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [الحج: 47]. فاليوم بالنسبة لله يعادل ألف سنة بالنسبة لنا، إذن نحن أمام نسبية الزمن، وهذا ما تحدث عنه آينشتاين في نظريته بقوله:

عندما يسافر أحدنا بسرعة قريبة من سرعة الضوء يتباطأ الزمن بالنسبة لهذا المسافر، مع العلم أن هذا الزمن بالنسبة لنا يبقى كما هو. إذن هذه الآية تحمل إشارة أيضاً إلى سرعة الضوء قيل أن يكتشفها العلماء. وهكذا تمضي ألف سنة بالنسبة لنا على الأرض، ولكن في السماء يمضي يوم واحد، أليست هذه هي النظرية النسبية؟

وقد استطاع أحد العلماء استنباط سرعة الضوء بدقة فائقة من هذه الآية الكريمة، والعمل الذي قام به هو تحويل الزمن إلى مسافة، فالمسافة التي يقطعها القمر وهو أساس التقويم الهجري الذي نعد به السنين، المسافة المقطوعة في ألف سنة مقسومة على الزمن وهو يوم واحد يساوي بالضبط سرعة الضوء!!

هل أشار القرآن إلى أحدث نظرية علميّة وهي الأوتار الفائقة؟

بعدما دخل العلماء إلى قلب الذرة واكتشفوا أجساماً أصغر من الذرة مثل الإلكترون، وجدوا أن هذا الإلكترون يتألف من كواركات، ثم دخلوا إلى هذه الكواركات فاقترحوا أنها تتألف من أوتار صغيرة جداً أسموها الأوتار الفائقة (من حيث الصغر والدقة).

هنالك آية في كتاب الله تشير إلى كل ما هو أصغر من الذرة ومنها هذه الأوتار: (وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[يونس: 61].

كيف نتأمل القرآن، ومتى، وأين؟؟

إن أسعد اللحظات عندي عندما أجلس مع آية من كتاب الله أتدبرها وأتفكر في دلالاتها ومعانيها، وقمة السعادة عندما أرى حقائق جديدة في القرآن للمرة الأولى أو لم يرها أحد من قبل. وإنني واثق أن أي مؤمن يتأمل آيات القرآن سوف يخرج بحقائق ومعجزات جديدة لم يرها أحد قبله، وهذا من إعجاز القرآن. وأفضل طريقة لتأمل القرآن هي أن تحفظ الآية أو السورة ثم ترددها في صلاتك وقبل نومك وأنت تسير في الشارع مثلاً أو تركب السيارة، بمعنى آخر تجعل القرآن هو كل شيء في حياتك، وسوف يسخر الله لك كل شيء لخدمتك! وهذا الكلام عن تجربة طويلة.

وهذه ليست تجربتي فقط بل هي تجربة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، فقد كان كل شغله وهمه وحياته القرآن. فهل هنالك أجمل من أن تعيش مع الكتاب الذي سيكون رفيقك في قبرك وشفيعك أمام الله يوم يتخلى عنك أقرب الناس إليك، ولكن هذا القرآن لن يتخلى عنك، فلا تتخلى عنه.

ما هي الأشياء التي تساعد على تقوية فهم القرآن وتطوير المدارك؟

أهم شيء هو الحرص على القرآن والعلم من أجل الآخرة وليس لمتاع الدنيا، فإذا ما جعلت كل هدفك وهمّك هو الله فإن الطريق الذي سيوصلك إلى الله هو القرآن، وهنالك حادثة أثرت في كثيراً حدثت مع أحد الصالحين عندما كان على فراش الموت فقال لابنه: يا بني ناولني هذا الكتاب لأنني نسيت مسألة من العلم وأحب أن أطلع عليها. فقال: وما تنفعك هذه المسألة الآن يا أبت؟ فقال: لأن ألقى الله وأنا عالم بهذه المسألة أحب إلي من أن ألقاه وأنا جاهل بها!!! فأين نحن الآن من هؤلاء؟؟

إنني أعتبر أن حفظ القرآن هو أهم عامل لتوسيع المدارك وقوة الفهم، وذلك لأن الذي يفهم كلام الله وهو الكلام الثقيل والعظيم، يسهل عليه أن يفهم كلام البشر من العلوم وغيرها.

هل يمكن نقل الأشياء بسرعة الضوء؟

علم سيدنا سليمان من الهدهد أن امرأة تسجد مع قومها للشمس من دون الله ولها عرش عظيم. لقد استنكر الهدد سجود هؤلاء القوم لغير الله فقال لسليمان: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)[النمل: 23-26].أليس هذا الهدد أعقل من كثير من الناس في هذا العصر؟!

ويطلب سيدنا سليمان عليه السلام أن يحضروا له عرشها بسرعة، فيقول عفريت الجن: (قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ)[النمل: 39]. ولكن هذا سيستغرق عدة ساعات حتى ينفض مجلس سليمان، ولذلك قال رجل عنده علم من كتاب داوود عليه السلام وهو الزبور: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)[النمل: 40].

أي خلال زمن يساوي طرفة العين سوف يذهب ويرجع محضراً معه العرش وقاطعاً مسافة آلاف الكيلو مترات من القدس إلى مدينة سبأ باليمن، فما هذه القوة التي امتلكها؟ إنها قوة كتاب الله وهو الزبور، والزبور أنزله الله لفترة محددة ولفئة معينة من الناس، فكيف بالكتاب الذي أنزله الله لكل زمان ومكان وهو القرآن، كم يحوي من العلوم؟؟ ولذلك قد تحوي هذه الآية معجزة علمية تتعلق بسرعة الضوء، وقد يمنّ الله علينا باكتشافها في المستقبل، إنه على كل شيء قدير.

ما هو أصل الكون؟

اكتشف العلماء أن بداية الكون كانت شيئاً واحداً وهو الكتلة الأولية التي انفجرت مشكلة كل ما نراه حولنا من مجرات وكواكب وغير ذلك. ولكن العنصر الذي تشكل في البداية هو الهيدروجين، وكما نعلم هو أخف العناصر ووزنه الذري يساوي واحد، ولو تأملنا في كل الأشياء نجد أصلها واحداً. وهذا دليل على وحدانية الله سبحانه وتعالى.

هل يستطيع الجن أن ينفذوا من أقطار السماوات والأرض؟

إن درجة الحرارة والضغوط الموجودة في نواة الأرض لا يمكن لأي شيء أن يتحملها لشدتها وعظمتها، ولذلك لا يمكن النفاذ لأعماق الأرض أبداً، وهذه حقيقة علمية. كذلك لا يمكن لأحد أن ينفذ من حدود الكون لأنه سيحتاج إلى زمن يقدر بالبلايين من السنوات، ولو تحقق ذلك فإن الكون يتوسع أيضاً ولن يستطيع أحد اللحاق به، وصدق الله عندما يقول: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ)[الرحمن: 33].

ولكن ما هو السلطان المذكور في الآية؟؟ وردت كلمة (السلطان) في القرآن بمعانٍ متعددة أهمها: البرهان والمعجزة والسيطرة، وهذه الأشياء الثلاثة لا يملكها الإنس والجن، فالبراهين العلمية تؤكد استحالة النفاذ من أقطار الأرض أو السماوات، والمعجزة لا يملكها إلا الله تعالى، وقد سخرها للنبي عليه الصلاة والسلام في ليلة المعراج ليصعد إلى السماء السابعة. أما السيطرة والقوة فالإنس والجن أضعف بكثير من أن يعيشوا بلايين السنوات ليصلوا إلى حدود الكون.

وبالتالي لا يمكن النفاذ أبداً إلى أعماق الأرض ولا إلى أطراف السماوات. والسلطان الوحيد الذي يبقى هو المعجزة والمعجزة لا يملكها كما قلنا إلا الله وحده سبحانه وتعالى.

هل يعتبر الكوكب المكتشف حديثاً دليلاً على إعجاز القرآن في قصة يوسف؟

في سورة يوسف عليه السلام هنالك أحد عشر كوكباً هذه عدا الأرض التي نعيش عليها، أي أن سيدنا يوسف رأى في منامه أحد عشر كوكباً. وعدد الكواكب المكتشفة حتى الآن هو عشرة بما فيها الاكتشاف الأخير وبما فيها الأرض أيضاً.

إذن لدينا تسعة كواكب عدا الأرض، وإذا ما اكتشف العلماء كوكبين آخرين وأثبتا أن عدد الكواكب في المجموعة الشمسية عدا الأرض هو 11 فتكون المعجزة القرآنية قد تحققت، أما ما عدا ذلك فلا نعتقد بصحته.

ما هو الطارق؟

لقد أقسم الله بهذه النجوم وسماها بالطارق وذلك لأنها تطرق السماء طرقاً بصوتها العالي جداً، وهي نجوم نيوترونية ثاقبة أي تتألف من نيوترونات عديمة الشحنة ولذلك فهي تنفذ إلى أعماق الذرة. ولذلك سماها الله تعالى بالنجوم الثاقبة فقال: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ)[الطارق: 1-3].

ما هو الفرق بين (السماء) و(السماوات)، و(الأرض) و(الأراضين)؟

إن السماء تمتد من الغلاف الجوي وحتى آخر نجم في الكون، وهذه هي السماء الدنيا التي زينها الله تعالى بالمصابيح. أما السماوات فتشمل السماء الدنيا وستّ سماوات، ويكون المجموع السماوات السبع المذكورة في القرآن الكريم.

أما الأرض فهي الكرة الأرضية التي نعيش عليها. والأراضين السبع هي طبقاتها السبع، فالكرة الأرضية تتألف من سبع طبقات أولها القشرة الأرضية التي نعيش عليها، وآخرها نواة الأرض الصلبة.

ما هو سرّ الحروف المقطعة في أوائل السور؟

إن عدد الحروف التي في أوائل بعض سور القرآن هو 14 حرفاً عدا المكرر، وعدد الافتتاحيات التي تبدأ بها هذه السور هو 14 أيضاً عدا المكرر. والعدد 14 يساوي سبعة في اثنان، وفي هذا إشارة لوجود بناء محكم لهذه الحروف يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته.

وكمثال على ذلك نلجأ إلى أول آية من القرآن وهي: (بسم الله الرحمن الرحيم)، فلو عددنا أحرف الألف واللام والميم فيها نجد:

الألف اللام الميم

3 4 3

والعدد الذي يمثل تكرار هذه الحروف في البسملة هو 343 وهذا العدد يساوي سبعة في سبعة في سبعة!! أي: 343 = 7 × 7 × 7 فسبحان الذي أحصى كل شيء عدداً.

هل هنالك أزمنة متعددة؟

إن العلم ينظر اليوم إلى الزمن على أنه شيء واحد إنما قد يختلف مرور الزمن أو نسبة هذا المرور من منطقة لأخرى حسب سرعة الأجسام المتحركة. وقد لبث أصحاب الكهف 309 سنوات، ولكن هذا الزمن بالنسبة لهم مرّ كيوم أو بعض يوم كما أخبرنا الله تعالى. وهذا أيضاً حديث عن النسبية.

كم تبلغ سرعة الضوء؟

إن سرعة الضوء في الفراغ تقرب من 300 ألف كيلو متر في الثانية، ولكن هذه السرعة تختلف من مكان لآخر حسب نسبة الفراغ فيه. والرقم الدقيق المقاس بحدود 299792.4574 km/s وهذا الرقم مذكور في القرآن!

ما هي أنواع الأصوات في القرآن؟

لقد ذكر القرآن صوت إبليس، وصوت الإنسان وصوت الحمير. وأنكرها صوت الحمير. وقد شملت هذه الأنواع كل الأصوات الإنس والجن والحيوان. وهكذا نجد أن القرآن فيه تفصيل كل شيء.





جميع حقوق الموقع محفوظة
لموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
www.55a.net

الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

الإعجاز العلمي في القرآن والسنة



شبهات وردود


أسئلة وأجوبة حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل

هل أشار القرآن الكريم للنظرية النسبية؟

بما أن القرآن قد نزله الله تبياناً لكل شيء فنحن نؤكد وبشدة أن كل شيء مذكور في القرآن. ولعل من الإشارات اللطيفة لهذه النظرية هي قوله تعالى: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [الحج: 47]. فاليوم بالنسبة لله يعادل ألف سنة بالنسبة لنا، إذن نحن أمام نسبية الزمن، وهذا ما تحدث عنه آينشتاين في نظريته بقوله:

عندما يسافر أحدنا بسرعة قريبة من سرعة الضوء يتباطأ الزمن بالنسبة لهذا المسافر، مع العلم أن هذا الزمن بالنسبة لنا يبقى كما هو. إذن هذه الآية تحمل إشارة أيضاً إلى سرعة الضوء قيل أن يكتشفها العلماء. وهكذا تمضي ألف سنة بالنسبة لنا على الأرض، ولكن في السماء يمضي يوم واحد، أليست هذه هي النظرية النسبية؟

وقد استطاع أحد العلماء استنباط سرعة الضوء بدقة فائقة من هذه الآية الكريمة، والعمل الذي قام به هو تحويل الزمن إلى مسافة، فالمسافة التي يقطعها القمر وهو أساس التقويم الهجري الذي نعد به السنين، المسافة المقطوعة في ألف سنة مقسومة على الزمن وهو يوم واحد يساوي بالضبط سرعة الضوء!!

هل أشار القرآن إلى أحدث نظرية علميّة وهي الأوتار الفائقة؟

بعدما دخل العلماء إلى قلب الذرة واكتشفوا أجساماً أصغر من الذرة مثل الإلكترون، وجدوا أن هذا الإلكترون يتألف من كواركات، ثم دخلوا إلى هذه الكواركات فاقترحوا أنها تتألف من أوتار صغيرة جداً أسموها الأوتار الفائقة (من حيث الصغر والدقة).

هنالك آية في كتاب الله تشير إلى كل ما هو أصغر من الذرة ومنها هذه الأوتار: (وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[يونس: 61].

كيف نتأمل القرآن، ومتى، وأين؟؟

إن أسعد اللحظات عندي عندما أجلس مع آية من كتاب الله أتدبرها وأتفكر في دلالاتها ومعانيها، وقمة السعادة عندما أرى حقائق جديدة في القرآن للمرة الأولى أو لم يرها أحد من قبل. وإنني واثق أن أي مؤمن يتأمل آيات القرآن سوف يخرج بحقائق ومعجزات جديدة لم يرها أحد قبله، وهذا من إعجاز القرآن. وأفضل طريقة لتأمل القرآن هي أن تحفظ الآية أو السورة ثم ترددها في صلاتك وقبل نومك وأنت تسير في الشارع مثلاً أو تركب السيارة، بمعنى آخر تجعل القرآن هو كل شيء في حياتك، وسوف يسخر الله لك كل شيء لخدمتك! وهذا الكلام عن تجربة طويلة.

وهذه ليست تجربتي فقط بل هي تجربة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، فقد كان كل شغله وهمه وحياته القرآن. فهل هنالك أجمل من أن تعيش مع الكتاب الذي سيكون رفيقك في قبرك وشفيعك أمام الله يوم يتخلى عنك أقرب الناس إليك، ولكن هذا القرآن لن يتخلى عنك، فلا تتخلى عنه.

ما هي الأشياء التي تساعد على تقوية فهم القرآن وتطوير المدارك؟

أهم شيء هو الحرص على القرآن والعلم من أجل الآخرة وليس لمتاع الدنيا، فإذا ما جعلت كل هدفك وهمّك هو الله فإن الطريق الذي سيوصلك إلى الله هو القرآن، وهنالك حادثة أثرت في كثيراً حدثت مع أحد الصالحين عندما كان على فراش الموت فقال لابنه: يا بني ناولني هذا الكتاب لأنني نسيت مسألة من العلم وأحب أن أطلع عليها. فقال: وما تنفعك هذه المسألة الآن يا أبت؟ فقال: لأن ألقى الله وأنا عالم بهذه المسألة أحب إلي من أن ألقاه وأنا جاهل بها!!! فأين نحن الآن من هؤلاء؟؟

إنني أعتبر أن حفظ القرآن هو أهم عامل لتوسيع المدارك وقوة الفهم، وذلك لأن الذي يفهم كلام الله وهو الكلام الثقيل والعظيم، يسهل عليه أن يفهم كلام البشر من العلوم وغيرها.

هل يمكن نقل الأشياء بسرعة الضوء؟

علم سيدنا سليمان من الهدهد أن امرأة تسجد مع قومها للشمس من دون الله ولها عرش عظيم. لقد استنكر الهدد سجود هؤلاء القوم لغير الله فقال لسليمان: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)[النمل: 23-26].أليس هذا الهدد أعقل من كثير من الناس في هذا العصر؟!

ويطلب سيدنا سليمان عليه السلام أن يحضروا له عرشها بسرعة، فيقول عفريت الجن: (قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ)[النمل: 39]. ولكن هذا سيستغرق عدة ساعات حتى ينفض مجلس سليمان، ولذلك قال رجل عنده علم من كتاب داوود عليه السلام وهو الزبور: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)[النمل: 40].

أي خلال زمن يساوي طرفة العين سوف يذهب ويرجع محضراً معه العرش وقاطعاً مسافة آلاف الكيلو مترات من القدس إلى مدينة سبأ باليمن، فما هذه القوة التي امتلكها؟ إنها قوة كتاب الله وهو الزبور، والزبور أنزله الله لفترة محددة ولفئة معينة من الناس، فكيف بالكتاب الذي أنزله الله لكل زمان ومكان وهو القرآن، كم يحوي من العلوم؟؟ ولذلك قد تحوي هذه الآية معجزة علمية تتعلق بسرعة الضوء، وقد يمنّ الله علينا باكتشافها في المستقبل، إنه على كل شيء قدير.

ما هو أصل الكون؟

اكتشف العلماء أن بداية الكون كانت شيئاً واحداً وهو الكتلة الأولية التي انفجرت مشكلة كل ما نراه حولنا من مجرات وكواكب وغير ذلك. ولكن العنصر الذي تشكل في البداية هو الهيدروجين، وكما نعلم هو أخف العناصر ووزنه الذري يساوي واحد، ولو تأملنا في كل الأشياء نجد أصلها واحداً. وهذا دليل على وحدانية الله سبحانه وتعالى.

هل يستطيع الجن أن ينفذوا من أقطار السماوات والأرض؟

إن درجة الحرارة والضغوط الموجودة في نواة الأرض لا يمكن لأي شيء أن يتحملها لشدتها وعظمتها، ولذلك لا يمكن النفاذ لأعماق الأرض أبداً، وهذه حقيقة علمية. كذلك لا يمكن لأحد أن ينفذ من حدود الكون لأنه سيحتاج إلى زمن يقدر بالبلايين من السنوات، ولو تحقق ذلك فإن الكون يتوسع أيضاً ولن يستطيع أحد اللحاق به، وصدق الله عندما يقول: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ)[الرحمن: 33].

ولكن ما هو السلطان المذكور في الآية؟؟ وردت كلمة (السلطان) في القرآن بمعانٍ متعددة أهمها: البرهان والمعجزة والسيطرة، وهذه الأشياء الثلاثة لا يملكها الإنس والجن، فالبراهين العلمية تؤكد استحالة النفاذ من أقطار الأرض أو السماوات، والمعجزة لا يملكها إلا الله تعالى، وقد سخرها للنبي عليه الصلاة والسلام في ليلة المعراج ليصعد إلى السماء السابعة. أما السيطرة والقوة فالإنس والجن أضعف بكثير من أن يعيشوا بلايين السنوات ليصلوا إلى حدود الكون.

وبالتالي لا يمكن النفاذ أبداً إلى أعماق الأرض ولا إلى أطراف السماوات. والسلطان الوحيد الذي يبقى هو المعجزة والمعجزة لا يملكها كما قلنا إلا الله وحده سبحانه وتعالى.

هل يعتبر الكوكب المكتشف حديثاً دليلاً على إعجاز القرآن في قصة يوسف؟

في سورة يوسف عليه السلام هنالك أحد عشر كوكباً هذه عدا الأرض التي نعيش عليها، أي أن سيدنا يوسف رأى في منامه أحد عشر كوكباً. وعدد الكواكب المكتشفة حتى الآن هو عشرة بما فيها الاكتشاف الأخير وبما فيها الأرض أيضاً.

إذن لدينا تسعة كواكب عدا الأرض، وإذا ما اكتشف العلماء كوكبين آخرين وأثبتا أن عدد الكواكب في المجموعة الشمسية عدا الأرض هو 11 فتكون المعجزة القرآنية قد تحققت، أما ما عدا ذلك فلا نعتقد بصحته.

ما هو الطارق؟

لقد أقسم الله بهذه النجوم وسماها بالطارق وذلك لأنها تطرق السماء طرقاً بصوتها العالي جداً، وهي نجوم نيوترونية ثاقبة أي تتألف من نيوترونات عديمة الشحنة ولذلك فهي تنفذ إلى أعماق الذرة. ولذلك سماها الله تعالى بالنجوم الثاقبة فقال: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ)[الطارق: 1-3].

ما هو الفرق بين (السماء) و(السماوات)، و(الأرض) و(الأراضين)؟

إن السماء تمتد من الغلاف الجوي وحتى آخر نجم في الكون، وهذه هي السماء الدنيا التي زينها الله تعالى بالمصابيح. أما السماوات فتشمل السماء الدنيا وستّ سماوات، ويكون المجموع السماوات السبع المذكورة في القرآن الكريم.

أما الأرض فهي الكرة الأرضية التي نعيش عليها. والأراضين السبع هي طبقاتها السبع، فالكرة الأرضية تتألف من سبع طبقات أولها القشرة الأرضية التي نعيش عليها، وآخرها نواة الأرض الصلبة.

ما هو سرّ الحروف المقطعة في أوائل السور؟

إن عدد الحروف التي في أوائل بعض سور القرآن هو 14 حرفاً عدا المكرر، وعدد الافتتاحيات التي تبدأ بها هذه السور هو 14 أيضاً عدا المكرر. والعدد 14 يساوي سبعة في اثنان، وفي هذا إشارة لوجود بناء محكم لهذه الحروف يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته.

وكمثال على ذلك نلجأ إلى أول آية من القرآن وهي: (بسم الله الرحمن الرحيم)، فلو عددنا أحرف الألف واللام والميم فيها نجد:

الألف اللام الميم

3 4 3

والعدد الذي يمثل تكرار هذه الحروف في البسملة هو 343 وهذا العدد يساوي سبعة في سبعة في سبعة!! أي: 343 = 7 × 7 × 7 فسبحان الذي أحصى كل شيء عدداً.

هل هنالك أزمنة متعددة؟

إن العلم ينظر اليوم إلى الزمن على أنه شيء واحد إنما قد يختلف مرور الزمن أو نسبة هذا المرور من منطقة لأخرى حسب سرعة الأجسام المتحركة. وقد لبث أصحاب الكهف 309 سنوات، ولكن هذا الزمن بالنسبة لهم مرّ كيوم أو بعض يوم كما أخبرنا الله تعالى. وهذا أيضاً حديث عن النسبية.

كم تبلغ سرعة الضوء؟

إن سرعة الضوء في الفراغ تقرب من 300 ألف كيلو متر في الثانية، ولكن هذه السرعة تختلف من مكان لآخر حسب نسبة الفراغ فيه. والرقم الدقيق المقاس بحدود 299792.4574 km/s وهذا الرقم مذكور في القرآن!

ما هي أنواع الأصوات في القرآن؟

لقد ذكر القرآن صوت إبليس، وصوت الإنسان وصوت الحمير. وأنكرها صوت الحمير. وقد شملت هذه الأنواع كل الأصوات الإنس والجن والحيوان. وهكذا نجد أن القرآن فيه تفصيل كل شيء.





جميع حقوق الموقع محفوظة
لموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
www.55a.net